الفوضى على طرقات فرنسا: عجز الدولة أمام ظاهرة "الروديو العنيف" وتزايد الاعتداءات

الفوضى على طرقات فرنسا: عجز الدولة أمام ظاهرة "الروديو العنيف" وتزايد الاعتداءات

في كلمات قليلة

فرنسا تشهد تصاعدًا في حوادث "الروديو العنيف" (القيادة المتهورة) على طرقاتها، مما يسفر عن حوادث عنف خطيرة. السلطات وقوات الأمن تبحث عن سبل فعالة لمواجهة هذه الظاهرة.


تواجه السلطات الفرنسية تحديًا كبيرًا يتمثل في ظاهرة تُعرف بـ "الروديو العنيف" أو "الاستعراضات الخطيرة"، وهي قيادة متهورة ومتهورة للغاية في شوارع المدن، غالبًا باستخدام الدراجات النارية والمركبات الرباعية (كواد).

وصف وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريطايو، هذه الظاهرة مؤخرًا بأنها نتاج "مجتمع متساهل أنتج مصنعًا للهمجية"، وذلك في تصريح له بعد حادثة مروعة وقعت في إيفيان-لي-بان. في هذه الحادثة، دهس سائق يبلغ من العمر 19 عامًا، كان يقود تحت تأثير الكحول وبدون رخصة، رجل إطفاء يبلغ من العمر 38 عامًا، ثم بصق عليه وهو ملقى على الأرض ومصاب بجروح خطيرة. رجل الإطفاء، الذي كانت حالته حرجة في البداية، تجاوز مرحلة الخطر ولكنه لا يزال يعاني من إصابات بالغة.

هذه الحادثة تسلط الضوء على مدى خطورة المشكلة التي تثير غضب الرأي العام منذ فترة طويلة. ورغم جهود قوات الأمن، لم تتمكن السلطات من القضاء على هذه الظاهرة بشكل كامل. ففي العام الماضي، تم تسجيل 3480 عملية اعتقال، و1304 حالة احتجاز، ومصادرة ما يقرب من 2500 مركبة شاركت في هذه المناورات الخطرة في جميع أنحاء البلاد. لكن يبقى السؤال حول عدد الإدانات الفعلية وأحكام السجن التي يتم قضاؤها، مما يشير إلى احتمال وجود ثغرات في النظام القضائي.

يشتكي أفراد الشرطة غالبًا من أنهم يعملون تحت "توجيهات متناقضة" ولا يملكون الوسائل الفعالة الكافية لوقف هذه الأنشطة غير القانونية. وتطرح مقترحات لاستخدام تقنيات جديدة، مثل الطائرات المسيرة (الدرون)، لزيادة فعالية المراقبة والملاحقة للمخالفين.

لا تشكل هذه "الاستعراضات العنيفة" تهديدًا لسلامة سكان المدن وعناصر خدمات الطوارئ فحسب، بل تلحق الضرر أيضًا بالمزارعين، حيث تُستخدم حقولهم أحيانًا لهذه المناورات الخطيرة، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة.

تُناقش المشكلة بشكل مكثف في المجتمع، وتثير جدلاً حول كيفية مكافحة هذه الظاهرة بفعالية وضمان الأمن والنظام العام في شوارع المدن الفرنسية.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.