الكونكلاف الجاري: كيف تؤثر الانقسامات التاريخية داخل الكنيسة على انتخاب البابا الجديد؟

الكونكلاف الجاري: كيف تؤثر الانقسامات التاريخية داخل الكنيسة على انتخاب البابا الجديد؟

في كلمات قليلة

وفقاً للمؤرخ فريديريك لو موال، فإن الكونكلاف الذي سيُنتخب فيه البابا الروماني القادم سيواجه انقسامات عميقة موروثة من المجمع الفاتيكاني الثاني وعصور تاريخية سابقة، مما سيؤثر على عملية الاختيار.


يبدأ الكونكلاف لانتخاب البابا الروماني الجديد. يشير المؤرخ فريديريك لو موال إلى أن هذه العملية، مثل سابقاتها منذ عام 1963، ستتأثر بالاضطرابات التي أحدثها المجمع الفاتيكاني الثاني.

منذ اللحظة التي "أغمض فيها البابا السابق عينيه على العالم"، بدأت آلية البابوية العريقة العمل لقيادة الكنيسة نحو انتخاب الخلف القادم. هذا الحدث، الذي يُعتبر إنسانياً بعمق رغم كونه تحت إلهام الروح القدس، لا يمكن فصله عن السياق التاريخي الذي يجري فيه وخطوط الصدع العاملة داخل الكنيسة.

خلال جزء كبير من العصر الحديث وحتى بداية القرن العشرين، كان هناك انقسام حاد بين معسكرين. من جهة، كان هناك "الغيورون" (zelanti) المنخرطون في صراع مباشر ولا تنازلات فيه ضد الحداثة بجميع أشكالها منذ ظهور عصر التنوير والثورة الفرنسية. وفي مواجهتهم، كان يقف "السياسيون" (politicanti) الذين دافعوا عن مقاربة واقعية للعلاقات الدبلوماسية مع الدول والحكومات التي نشأت بعد "زلزال" عام 1789، مع إدانتهم لهذه التغييرات في جوهرها.

هذه الانقسامات التاريخية لا تزال تؤثر على حياة الكنيسة الكاثوليكية، ووفقاً للخبراء، ستظهر أيضاً في الكونكلاف الحالي.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.