الليريكا: دواء الصرع الرخيص يتحول إلى "مخدر الفقراء" ويغزو السوق السوداء

الليريكا: دواء الصرع الرخيص يتحول إلى "مخدر الفقراء" ويغزو السوق السوداء

في كلمات قليلة

يُساء استخدام دواء الليريكا (بريجابالين)، المخصص لعلاج الصرع والقلق، بشكل كبير كمخدر شارع رخيص. توفره وتأثيره المسبب للنشوة يؤديان إلى زيادة الإدمان، خاصة بين الشباب، وتصاعد عمليات التهريب.


البريجابالين، وهو دواء يُعرف تجارياً باسم الليريكا ويُستخدم في الأصل لعلاج بعض أشكال الصرع والقلق والألم العصبي، ينتشر بشكل متزايد في السوق غير الشرعية. هذا يحدث بسبب تأثيراته المهدئة والمخففة للألم، بالإضافة إلى قدرته على إحداث النشوة والتحفيز النفسي.

تتزايد حالات إساءة استخدام البريجابالين وتتضاعف كميات المضبوطات عالمياً. إن توفره وسعره المنخفض جداً مقارنة بالكوكايين (قد لا تتجاوز تكلفة الكبسولة الواحدة 3 يورو مقارنة بحوالي 70 يورو للجرام من الكوكايين) جعله يُعرف باسم "مخدر الفقراء".

وفقاً للأطباء المتخصصين في الإدمان، أصبح الليريكا الدواء الأكثر توفراً في سوق الشارع.

تشير السلطات إلى ارتفاع حاد في مضبوطات البريجابالين خلال الأشهر القليلة الماضية. في عمليات ضبط حديثة، تم العثور على عشرات الآلاف من الجرعات، مما يدل على تفاقم المشكلة.

مصادر هذا الاتجار تشمل الوصفات الطبية المزورة، السوق السوداء، والطلبات عبر الإنترنت، بما في ذلك الشبكة المظلمة (darknet). غالباً ما يستخدم الشباب، بمن فيهم المهاجرون، الدواء "لنسيان" الصعوبات والتحديات التي يواجهونها في حياتهم. تظهر الإحصائيات أن معظم حالات سوء الاستخدام تكون بين الذكور، مع نسبة كبيرة منهم من القُصّر.

يحذر الخبراء من مخاطر صحية جدية. على الرغم من أن خطر الجرعة الزائدة من البريجابالين وحده منخفض، إلا أنه يرتفع بشكل كبير عند استخدامه بالتزامن مع مواد مخدرة أخرى أو الكحول، مما قد يؤدي إلى توقف التنفس. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر البريجابالين على الجهاز العصبي المركزي ويسبب إدماناً قوياً.

على الرغم من تشديد إجراءات مراقبة صرف الوصفات الطبية وإدخال نماذج وصفات محمية، يستمر اتجار البريجابالين في النمو. تصل كميات كبيرة منه عن طريق التهريب من دول أخرى عبر الشحن البريدي والسريع، وكذلك عبر الطرق البرية. وهذا يؤكد الحاجة إلى نهج شامل لمكافحة انتشار هذه المادة الخطرة.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.