
في كلمات قليلة
عالم الاجتماع الألماني أندرياس ريكفيتز يحلل كيف تستغل الشعبوية شعور الناس بالخسارة بسبب العولمة، وتحولهم إلى "ضحايا". هذا التحول يغذي السياسات المبنية على الغضب.
يحلل عالم الاجتماع الألماني البارز أندرياس ريكفيتز في أعماله التيارات العميقة التي تشكل المجتمع المعاصر. في مقاله الأخير، يبحث الأستاذ بجامعة هومبولت كيف يزدهر الشعبويون بتحويل أولئك الذين يشعرون بأنهم "خاسرون" من العولمة إلى "ضحايا". هذا التحول يفتح، في رأيه، الباب أمام سياسات تغذيها مشاعر الغضب.
يواصل ريكفيتز، المعروف بقدرته على صياغة مفاهيم العصر في أعمال سابقة مثل "نهاية الأوهام" و"مجتمع التفردات"، تفكيره في كتابه الأخير "الخسارة: مشكلة أساسية في الحداثة". يشير إلى أن "لا أحد يريد أن يكون 'خاسراً'. ولكن إذا أصبحت ضحية، فهذه قصة أخرى تماماً". هذا التحول، حسب ريكفيتز، هو ما تستخدمه الحركات الشعبوية بنشاط.
خلفت العولمة "ندوباً" معينة في المجتمع - شعوراً بالخسارة والفقدان. يحلل ريكفيتز كيف أن هذه المشاعر، التي تتأرجح بين فراغ ملموس وحضور مؤرق للخسائر الماضية، تصبح أرضاً خصبة للخطابات الشعبوية. تحويل "الخاسرين" إلى "ضحايا" يشرعن غضبهم ويوجهه نحو المسار السياسي، مما يشكل أساساً للحركات التي تتحدى النظام القائم.
بالتالي، فإن فهم الآليات التي يتم من خلالها استغلال الشعور بالخسارة ووضع "الضحية" في السياسة يعد أمراً أساسياً لتحليل ظاهرة الشعبوية المعاصرة.