
في كلمات قليلة
يرى عالم الصينيات رومان غرازياني أن سياسة شي جين بينغ تعيد إحياء التقاليد الصينية القديمة لـ«الحوكمة الملكية» للفلاسفة القانونيين، وتسعى للسيطرة عبر التكنولوجيا. يحلل التنافس بين الولايات المتحدة والصين من منظور «الحوكمة بالأرقام» ورأسمالية الدولة.
يستكشف عالم الصينيات والفيلسوف الشهير رومان غرازياني في عمله الجديد الجذور القديمة للثقافة السياسية الصينية. ويشير إلى الأهمية المدهشة لأفكار فلاسفة القانون (الليغست) القدماء، الذين يعتقد أنهم يؤثرون على شي جين بينغ في مفهومه للسلطة الذي يميل نحو الحكم الملكي، وفي سعيه للسيطرة على السكان عبر التكنولوجيا.
في سياق المواجهة التجارية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، يطرح السؤال: هل هذا صراع بين عقلانيتين سياسيتين متضادتين؟ أم أننا نشهد، كما يعتقد آلان سوبيو، «زواج الرأسمالية والشيوعية» ضمن نموذج حكم موحد يعتمد على الأرقام والبيانات؟
يلفت رومان غرازياني إلى أن الصين والولايات المتحدة تشتركان اليوم في «الحوكمة بالأرقام» — وهو منهج يختزل الواقع في جوانب قابلة للقياس. القوتان تخوضان مواجهة تكنولوجية وتجارية على قدم المساواة تقريبًا، مما يمثل نقطة تحول تاريخية للصين. لكن نقاط القوة لدى كل طرف تختلف.
مفهوم رأسمالية الدولة في الصين، الذي يتميز بالمركزية والسلطوية، يمنح بكين موقفًا قويًا وواضحًا. لماذا؟ يتمتع شي جين بينغ بميزة الرؤية طويلة المدى. لا توجد في الصين معارضة منظمة أو مسموعة يمكن أن تقف في وجهه، مما يتيح له التصرف بحرية أكبر وأفق تخطيط أوسع مقارنة بخصومه الغربيين.