ألمانيا: تهديدات تستهدف قضاة بعد حكم لصالح لاجئين صوماليين

ألمانيا: تهديدات تستهدف قضاة بعد حكم لصالح لاجئين صوماليين

في كلمات قليلة

عبرت وزيرة العدل الألمانية عن قلقها إزاء التهديدات التي يتعرض لها قضاة أصدروا حكماً يعتبر ترحيل طالبي لجوء صوماليين غير قانوني. هذا القرار يعارض سياسة الحكومة وأثار جدلاً واسعاً حول سياسة الهجرة في البلاد.


عبرت وزيرة العدل الألمانية، ستيفاني هوبيغ، عن قلقها الشديد إزاء ما وصفته بـ«التشهير» و«الهجمات» التي تستهدف قضاة في محكمة ببرلين. كان هؤلاء القضاة قد أصدروا مؤخراً حكماً يعتبر ترحيل ثلاثة طالبي لجوء صوماليين غير قانوني، مما شكل تحدياً لسياسة الحكومة الهادفة إلى الحد من الهجرة.

وقالت ستيفاني هوبيغ خلال اجتماع مع نظرائها الإقليميين: «من يهاجم القضاة أو يهددهم فإنه يستهدف قلب دولة القانون لدينا». وأضافت أنه في أعقاب قرارات المحكمة الإدارية في برلين بشأن عمليات الترحيل على الحدود، «نشهد هجمات واسعة النطاق ضد العدالة». واعتبرت الوزيرة أن هذه التهديدات «مقلقة» لأنها تستهدف أيضاً «القانون نفسه وفكرة العدالة المستقلة».

يعد ترحيل طالبي اللجوء على الحدود جزءاً من الإجراءات الرئيسية التي وضعتها الحكومة الجديدة بهدف تقليل الهجرة إلى البلاد. لكن الحكومة تلقت انتكاسة قضائية يوم الاثنين عندما قضت المحكمة بعدم قانونية ترحيل ثلاثة صوماليين وصلوا من بولندا.

ويوم الخميس، أعلنت جمعيتان للقضاة في العاصمة أيضاً عن «تشهير وتهديدات شخصية» ضد ثلاثة من زملائهم شاركوا في قرار المحكمة. وقالوا في بيان، دون تحديد طبيعة أو وسيلة هذه الهجمات: «لقد تجاوز الأمر حده!».

استندت المحكمة في حكمها إلى الإجراء الأوروبي المعروف باسم «دبلن»، الذي يلزم ألمانيا بالتحقق مما إذا كان المهاجرون المعنيون قد مروا عبر دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أولاً، وتحديد الدولة العضو المسؤولة عن طلب اللجوء.

قلل وزير الداخلية، ألكسندر دوبريندت، من أهمية الحكم، معلناً نيته مواصلة عمليات الترحيل التي تعتبرها الحكومة «قانونية». ورغم أن قرار المحكمة له تداعيات ملموسة على الحالات الثلاث الفردية فقط، إلا أنه أثار الجدل حول سياسة الهجرة في ألمانيا.

دافع المستشار فريدريش ميرتس بشدة يوم الثلاثاء عن سياسته، في حين تتهمه المعارضة بأنه مستعد لـ«انتهاك القانون» لتقليل الهجرة، وهو ما ينفيه. وقال المستشار خلال مؤتمر للبلديات والمدن الألمانية: «نعلم أنه يمكننا دائماً إجراء عمليات ترحيل». كان الزعيم قد وعد خلال الحملة الانتخابية بتقليل الهجرة بشكل كبير في البلاد بعد عدة اعتداءات مميتة تورط فيها أجانب. ويأمل بذلك في احتواء حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، الذي حل ثانياً في الانتخابات التشريعية الأخيرة ويواصل صعوده في استطلاعات الرأي.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.