
في كلمات قليلة
أكدت محكمة النقض الفرنسية الحكم النهائي الصادر بحق طبيبي الأسنان في مارسيليا، ليونيل و جان كلود جودج. أدينا الأب والابن بتهمة تشويه مئات المرضى من الأحياء الفقيرة والاحتيال. هذا القرار ينهي المسار الجنائي للقضية، مما يجلب بعض الارتياح للضحايا رغم استمرار قضايا التعويض.
أصدرت محكمة النقض الفرنسية (أعلى هيئة قضائية) قراراً نهائياً في قضية طبيبي الأسنان في مارسيليا، ليونيل و جان كلود جودج، اللذين أدينا بتهم خطيرة. يوم الخميس، رفضت المحكمة الطعنين اللذين قدمهما الأب والابن، مما يجعل الأحكام الصادرة ضدهما من محكمة الاستئناف في أكتوبر 2023 نهائية وباتّة.
وكان ليونيل جودج قد حكم عليه بالسجن ثماني سنوات، بينما حكم على والده جان كلود جودج بالسجن خمس سنوات. وقد أدينا بتهم "العنف الذي تسبب في تشويه أو عاهة دائمة، الاحتيال على الهيئات الاجتماعية، والتزوير واستخدام وثائق مزورة". تتعلق القضية بتشويه ما يقرب من 300 مريض (يُذكر أحياناً ما يصل إلى 400) من الفئات المحرومة في الأحياء الشمالية لمدينة مارسيليا.
كشفت التحقيقات والمحاكمة أن عيادة ليونيل جودج، التي عملت بين عامي 2006 و2012، كانت "آلة لجني الأموال"، تستغل حاجة المرضى وظروفهم الصعبة. أما والده جان كلود جودج، وهو طبيب أسنان كان في نهاية مسيرته المهنية، فقد أدين بالمساعدة في هذه الممارسات. بلغ عدد الضحايا المعترف بهم رسمياً في هذه القضية 374 ضحية. أدلى العديد منهم بشهادات مؤثرة أمام المحكمة، متحدثين عن معاناتهم المستمرة، وحياتهم التي تدمرت، وصعوبة استعادة صحتهم التي تتطلب علاجات مكلفة للغاية لا يستطيع معظمهم تحملها.
عبرت العديد من الضحايا عن شعورهن "بالارتياح" بعد هذا الحكم النهائي. قالت ممثلة إحدى جمعيات دعم الضحايا: "كنا نخشى أن نضطر للعودة إلى المحاكم مرة أخرى". وأضافت: "الضحايا ينهارون واحدة تلو الأخرى. ما نريده الآن هو طي هذه الصفحة والحصول على تعويضات كافية، خاصة أن الوصول إلى إجراءات التعويض لا يزال صعباً".
كما قبلت محكمة النقض جزئياً طعناً قدمه "صندوق ضمان الضحايا" (FGTI)، الذي كان قد رُفض طلبه بتعويض المبالغ التي دفعها للضحايا من قبل محكمة الاستئناف. رأت المحكمة العليا أنه لا يجوز رفض طلبات الصندوق لمجرد أن بعض الضحايا لم يعلنوا أنفسهم كمدعين مدنيين في القضية الجنائية. وبناءً عليه، ستتم إعادة النظر في مسألة التعويضات التي دفعها الصندوق من قبل محكمة الاستئناف في إيكس-إن-بروفانس.
أكد محامي ليونيل جودج أن الدفاع "لا يستبعد أي خيار بشأن متابعة الإجراءات". في المقابل، رحب محامي العديد من الضحايا بقرار محكمة النقض، مشيراً إلى أن "المسار الجنائي الذي لا نهاية له قد انتهى، وتم الاعتراف أخيراً بصفة الضحايا"، مما سيسمح بالتركيز على تحدي التعويض الذي سيستغرق وقتاً طويلاً.