
في كلمات قليلة
صادق المجلس الدستوري الفرنسي على الأغلبية العظمى من قانون مكافحة المخدرات، لكنه رفض بعض المواد، منها المراقبة الخوارزمية. كما وافق المجلس على نظام عزل تجار المخدرات الخطرين مع تحفظات تضمن حماية حقوقهم، خاصة فيما يتعلق بالتفتيش الشامل.
صادق المجلس الدستوري الفرنسي بشكل عام على القانون الجديد الذي يهدف إلى تعزيز مكافحة الاتجار بالمخدرات، لكنه ألغى أو قيد عدداً من أحكامه. جاء ذلك في قرار أصدره المجلس يوم الخميس 12 يونيو.
من بين الإجراءات الهامة التي تم إلغاؤها بالكامل كانت تجربة اللجوء إلى المراقبة الخوارزمية (الرقمية) للكشف عن مهربي المخدرات. رفض المجلس هذا البند بشكل كامل، معتبراً أنه يسمح باستخدام مثل هذه التقنيات "بشكل عام وغير متمايز"، مما يخل بالتوازن بين ضرورة منع الجرائم والحق في احترام الحياة الخاصة.
في المقابل، صادق المجلس الدستوري بشكل كبير على أحد التدابير الرئيسية للقانون وهو إنشاء وتطبيق نظام العزل في وحدات سجون خاصة لتجار المخدرات الأكثر خطورة. ومع ذلك، تم إضافة تحفظ هام يتعلق بإجراء التفتيش الكامل للمساجين. قضى المجلس بأن هذه التفتيشات لا يمكن إجراؤها إلا في حالات محددة بدقة، عندما يكون الإشراف من قبل موظف السجن مستحيلاً "بسبب ظروف خاصة تتعلق بخصوصية الشخص المحتجز، أو ضرورة الحفاظ على سرية تبادلاته، أو صعوبات تنظيمية استثنائية في إدارة خدمة السجون".
وقد أحال نواب من اليسار القانون إلى المجلس الدستوري، معبرين عن مخاوفهم من أن عدداً من مواده "يشكل تهديدات خطيرة" لسيادة القانون.
من بين المواد الأخرى التي تم إلغاؤها كلياً أو جزئياً، البند المتعلق بتعميم استخدام الفيديو كونفرنس للمساجين المحتجزين في وحدات مكافحة الجريمة المنظمة. اعتبر المجلس أن هذا قد "ينتهك بشكل مفرط حقوق الدفاع" للأشخاص المحتجزين احتياطياً. كما تم مراجعة القواعد المتعلقة بحماية السرية القضائية، التي تسمح بعدم الكشف عن معلومات معينة لمحامي المتهمين؛ واعتبر هذا البند متوافقاً مع الدستور، ولكن مع تحفظات معينة.
وفيما يتعلق بإمكانية تفعيل الأجهزة الإلكترونية عن بعد لإجراء عمليات التنصت، اعتبر المجلس أن أحكام المادة المعنية "محاطة بضمانات كافية لعدم المساس بشكل غير متناسب بالحق في احترام الحياة الخاصة". ومع ذلك، تم إضافة تحفظ: هذه الأحكام تنطبق فقط على الجرائم "المرتكبة من قبل عصابة منظمة والتي يعاقب عليها بالسجن لمدة خمس سنوات أو أكثر".