
في كلمات قليلة
أكد الممثل ماتيو كاسوفيتز أن فكرة "فرنسا البيضاء" لا يمكن أن تنجح، مشيراً إلى أن التمازج الثقافي هو قوة فرنسا وأن "الفرنسيين الأصليين" لم يعودوا موجودين، مما أثار جدلاً واسعاً في البلاد.
أثار الممثل والمخرج الفرنسي الشهير، ماتيو كاسوفيتز، موجة واسعة من الجدل بتصريحاته الأخيرة حول الهوية الوطنية الفرنسية وقضايا الاندماج الثقافي والعنصرية في البلاد.
وكان كاسوفيتز قد صرّح في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال استضافته في برنامج «C à vous» على هامش مهرجان كان السينمائي، بأن «الفرنسيين الأصليين لم يعودوا موجودين». هذا التصريح الصادم دفع به إلى تقديم توضيحات إضافية خلال ظهوره التلفزيوني على قناة LCI.
وقال كاسوفيتز، المعروف بأعماله الجريئة مثل فيلم «الكراهية»: «لقد كنت أعبّر عن رأيي هذا منذ ثلاثين عامًا، ولكن في السنوات الأخيرة، بمجرد أن تفتح فمك، يصبح الأمر...» في إشارة إلى الحساسية المتزايدة تجاه النقاشات المتعلقة بالهجرة والتنوع.
ولتبرير وجهة نظره، استند الممثل البالغ من العمر 57 عامًا إلى خلفيته الشخصية. وأوضح: «أنا فرنسي أصيل من جهة والدتي. هي من ريمس، وتنحدر من عائلة فرنسية تعيش هنا منذ أجيال. لكنها تزوجت من رجل مجري، وهذا ما أنتجني»، مشدداً على أن التمازج هو جوهر الواقع الفرنسي الحديث.
ودعا كاسوفيتز إلى الفخر بقوة فرنسا في استيعاب الثقافات المختلفة. وأضاف: «يجب أن نكون فخورين بكوننا أحد أكثر البلدان اندماجًا في العالم. هذه هي إحدى نقاط قوتنا، وهذا ما يجعلنا فرنسيين. لم يعد هناك فرنسيون أصليون، وهذا أمر جيد، وآمل أن نستمر في الاندماج ليس فقط في فرنسا ولكن في بقية العالم».
وفي تحدٍ مباشر لأي دعوات للانعزال أو العودة إلى نقاء عرقي مزعوم، أكد كاسوفيتز أن فكرة «فرنسا البيضاء» هي وهم لا يمكن تحقيقه. وتابع ضاحكاً ومستغرباً: «ماذا يريدون؟ الحياة تسير على هذا النحو. هل تريدون إغلاق الحدود وطرد الجميع والبقاء بين البيض؟ هذا لن ينجح! نحن نعيش في عالم متداول. لا يمكننا العيش في فرنسا بيضاء ولا يمكننا العيش في عالم منفصل».
واختتم حديثه بتساؤل عن الأساس التاريخي لمفهوم «الفرنسي الأصيل»: «من أين يأتي هذا الوهم؟ ما هي فرنسا الأصيلة؟ هل هي التي كانت قبل الحرب أم بعدها؟ وأي حرب بالضبط؟»