عالمة الأحياء الفلكية ناتالي كابرول تسأل: هل نعرف حقاً ما هي الحياة بينما نبحث عنها في الفضاء؟

عالمة الأحياء الفلكية ناتالي كابرول تسأل: هل نعرف حقاً ما هي الحياة بينما نبحث عنها في الفضاء؟

في كلمات قليلة

ناتالي كابرول، عالمة أحياء فلكية بارزة ومديرة معهد كارل ساغان، تشير إلى أن فهمنا الأساسي للحياة لا يزال موضع تساؤل. يتركز عملها في SETI على البحث عن أشكال الحياة في البيئات الكونية القاسية، بالاعتماد على دراسة بيئات مماثلة على الأرض.


الدكتورة ناتالي كابرول ليست عالمة عادية. بصفتها عالمة أحياء فلكية ومديرة معهد كارل ساغان في منظمة SETI غير الربحية، كرّست حياتها المهنية للبحث عن الحياة في الكون. لكنها تعتقد أنه قبل أن نبحث، يجب على البشرية أن تجيب على سؤال أكثر جوهرية: ما هي الحياة حقاً؟

تتمتع كابرول بخبرة فريدة تتجاوز المختبر. فهي تحمل رقمين قياسيين عالميين في الغوص على ارتفاعات عالية، اكتسبتهما أثناء استكشاف بحيرة على بركان ليكانكابور على حدود تشيلي وبوليفيا، والذي يرتفع حوالي 6000 متر. هذه التجربة في دراسة البيئات الأرضية القاسية مرتبطة مباشرة بعملها الرئيسي. إن فهم كيفية تكيف الحياة وبقائها في أصعب الظروف على الأرض – مثل درجات الحرارة القصوى، الضغط، أو نقص الأكسجين – يقدم أدلة لا تقدر بثمن للبحث عن آثارها على الكواكب والأقمار الأخرى، حيث قد تكون الظروف أكثر قسوة.

على مدار عقد من الزمان، قادت كابرول معهد كارل ساغان، الذي سمي على اسم العالم الأمريكي الشهير الذي كان رائداً في تبسيط العلوم والبحث عن حضارات خارج الأرض. تركز أبحاثها على استكشاف إمكانيات العيش في عوالم مختلفة داخل مجرتنا وتطوير طرق للكشف عن البصمات الحيوية – علامات وجود الحياة. ومع ذلك، تشير العالمة إلى مفارقة: نحن نبحث بنشاط عن الحياة خارج الأرض، بينما يظل تعريفنا العلمي الصارم للحياة غامضاً.

ما الذي نعتبره حياة؟ نظام يتكاثر ذاتياً؟ نظام قادر على التطور؟ أم شيء آخر تماماً؟ يصبح الجواب على هذا السؤال حاسماً عندما نواجه بيانات من زوايا الكون البعيدة. هل يمكن أن نكون قد تلقينا علامات على وجود حياة بالفعل، لكننا لم نتمكن من التعرف عليها لأننا نبحث عن شيء مشابه جداً للأشكال الأرضية؟

يشمل عمل ناتالي كابرول وزملاؤها في SETI كلاً من الدراسات النظرية والمشاركة في البعثات الفضائية والمراقبات الأرضية. هدفهم هو توسيع آفاق فهمنا والاستعداد لاحتمال اكتشاف الحياة، بغض النظر عن مدى غرابتها. هذا المسعى يرمز إليه، من بين أمور أخرى، نسخة طبق الأصل من القرص الذهبي لمركبة فوياجر الموجود في مكتبها – رسالة من البشرية إلى عوالم بعيدة، وهو بحد ذاته عمل إيمان بإمكانية الحوار مع حياة أخرى لا نزال نحاول فهم طبيعتها.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.