
في كلمات قليلة
يتناول الخبر المقارنة بين معدلات استخدام "المساعدة على إنهاء الحياة" في كندا وكاليفورنيا حيث تختلف القوانين. يوضح الخبراء أن الفارق الكبير لا يرجع فقط إلى نوع الإجراء (موت رحيم أم انتحار بمساعدة) بل إلى عوامل قانونية وثقافية وتنظيمية متعددة.
يشهد العالم نقاشاً واسعاً حول أشكال "المساعدة على إنهاء الحياة"، مثل الموت الرحيم (حيث يقوم الطبيب بالإجراء) والانتحار بمساعدة طبية (حيث يتناول المريض الدواء بنفسه). مؤخراً، أثارت تصريحات خبراء تقارن بين الممارسة في كندا وكاليفورنيا، حيث تختلف الأطر القانونية، جدلاً كبيراً.
وفقاً للدكتور أليكسيس بورنو، أخصائي العناية المركزة والرعاية التلطيفية، فإن اللجوء إلى "المساعدة على إنهاء الحياة" يكون أكثر تكراراً بـ 16 مرة في البلدان التي تسمح بالموت الرحيم مقارنة بالمناطق التي تقتصر على الانتحار بمساعدة. استشهد بكندا، حيث تسود ممارسة الموت الرحيم، وكاليفورنيا، التي تسمح فقط بالانتحار بمساعدة. كلا المنطقتين شرعتا هذا الإجراء تقريباً في نفس العام (2016). منذ ذلك الحين، سجلت كندا 60,301 حالة "مساعدة طبية على الموت"، مقابل 4,287 حالة في كاليفورنيا. وباحتساب الأرقام بالنسبة لعدد السكان (لكل 10,000 نسمة)، يصل الفارق إلى حوالي 17 مرة.
لكن الخبراء يؤكدون أن هذا الفارق الكبير لا يُعزى فقط إلى اختلاف طريقة التنفيذ (سواء قام به الطبيب أو المريض). تشير جيوفانا مارسيكو، مديرة المركز الوطني للرعاية التلطيفية، إلى أن قوانين المساعدة على إنهاء الحياة في كندا وكاليفورنيا مختلفة جداً، مما يجعل المقارنة المباشرة صعبة. في كاليفورنيا، قانون الانتحار بمساعدة طبي صارم للغاية: يتطلب أن يكون المريض مصاباً بمرض عضال في مرحلة متقدمة أو نهائية مع توقع حياة لا يتجاوز ستة أشهر، وأن يكون مؤهلاً عقلياً لاتخاذ القرار، وقادراً جسدياً على تناول الدواء بنفسه. في المقابل، الشروط في كندا أكثر مرونة: لا يشترط أن يكون المرض في مرحلة نهائية، ولا يوجد حد زمني محدد، لكن يجب أن يكون المريض مصاباً بمرض عضال وقادراً على تقديم الطلب. يُسمح في كندا بكلا الشكلين، لكن الغالبية العظمى من الكنديين يختارون الموت الرحيم.
تظهر الأبحاث وجود عوامل متعددة أخرى تؤثر على معدلات اللجوء إلى "المساعدة على إنهاء الحياة". من بينها: مستوى الوعي بين السكان بوجود هذا الخيار (أعلى بكثير في كندا)، سهولة الوصول إلى خدمات الرعاية التلطيفية (أفضل في كاليفورنيا)، النظرة الثقافية والدينية لمسألة "نهاية الحياة"، بالإضافة إلى تنظيم نظام الرعاية الصحية بشكل عام.
تقدم أمثلة من بلدان أخرى تعقيداً إضافياً للمقارنات. في سويسرا، حيث يُسمح فقط بالانتحار بمساعدة، تعد المعدلات من بين الأعلى عالمياً (2.4% من الوفيات في 2023)، متجاوزةً بذلك كاليفورنيا. على النقيض، إسبانيا، التي شرعت الموت الرحيم في 2021، تسجل معدلات منخفضة جداً (أقل من 0.1% من الوفيات). في لوكسمبورغ، حيث يُسمح بكلا الممارستين منذ 2009، يظل المعدل منخفضاً أيضاً (0.76% من الوفيات في 2023).
ختاماً، يُظهر الفارق في معدلات استخدام "المساعدة على إنهاء الحياة" بين كندا وكاليفورنيا أنه ليس مجرد نتيجة للطريقة المتبعة (بواسطة طبيب أو المريض)، بل هو محصلة معقدة لعوامل قانونية وثقافية وتنظيمية متداخلة.