في كلمات قليلة
في مواجهة التهديد الروسي، يركز الناتو على تعزيز لوجستياته وبناء بنى تحتية لدعم النشر السريع للقوات الأوروبية على الجناح الشرقي، مستفيداً من الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا.
تجد اللوجستيات نفسها مرة أخرى في صميم الأولويات الغربية في مواجهة التهديد الروسي، بعد فترة طويلة من الإهمال. تسعى الدول الأوروبية جاهدة لبناء بنى تحتية قادرة على دعم النشر السريع لقوات حلف شمال الأطلسي نحو الجناح الشرقي.
وسط تحديات الاستثمارات المتأخرة والتعقيدات الإدارية والاعتماد على الولايات المتحدة، تبرز الحاجة الملحة لتعزيز القدرات اللوجستية. على سبيل المثال، يمتلك مركز التجميع السادس للمعدات (6e RMat) في جريزفيلر الفرنسية، ميزتين فريدتين تتمثلان في مسارين يربطانه بشبكة السكك الحديدية المدنية. وقد أطلق العسكريون في هذه الوحدة على هذه المسارات اسم «طريق التضحية»، تكريماً للمحور اللوجستي الحيوي الذي سمح بنقل الجنود والذخائر والإمدادات خلال معركة فردان عام 1916.
خلف السكة الحديدية، يعمل الميكانيكيون والفنيون واللوجستيون في حظائر ضخمة حيث يتم تخزين المعدات، لتكون جاهزة للاختبار والإصلاح والشحن إلى القوات الفرنسية. إنه أشبه بـ"أمازون الجيوش"، حيث يمكن للقوافل الدخول والخروج بفضل بوابتين تفتحان على قضبان شركة السكك الحديدية الفرنسية (SNCF).
منذ عام 2022، استخلصت القيادات العسكرية الدروس من الحرب في أوكرانيا، لا سيما فشل الهجوم الروسي الخاطف على كييف، والذي ارتبط بنقص إمدادات الوقود. في مواجهة احتمال تمدد عسكري روسي خارج أوكرانيا إلى إحدى دول حلف الناتو، أصبح امتلاك سلسلة دعم لوجستي فعالة لإرسال القوات إلى الجناح الشرقي لأوروبا من الأولويات القصوى.