في كلمات قليلة
يشهد النبيذ المدعم ارتفاعاً ملحوظاً في شعبيته في الأسواق العالمية خارج فرنسا. على الرغم من جودته العالية وإمكانية تعتيقه لسنوات طويلة، إلا أنه لا يحظى بالاهتمام الكافي من المستهلكين الفرنسيين.
النبيذ المدعم، الذي كان يوماً رمزاً للعظمة في البصور الملكية الأوروبية ويمتلك القدرة على التعتيق لقرون، يشهد حالياً ازدهاراً متزايداً في شعبيته عبر الأسواق الخارجية. ومع ذلك، في فرنسا، موطن العديد من أنواع النبيذ الشهيرة، لا يزال هذا النوع من المشروبات يواجه لامبالاة كبيرة من قبل المستهلكين.
هذه المشروبات تأتي من أراضٍ تعد من بين الأفضل في أوروبا، ويتطلب إنتاجها مهارات استثنائية، وهي تتميز بعمق عطري كبير، ويمكن استهلاكها لعدة أسابيع بعد فتح الزجاجة، وتخزينها لعقود في الأقبية. وعلى الرغم من كل هذه الخصائص، غالباً ما تكون متاحة عبر الإنترنت، في المتاجر المتخصصة، أو حتى في المتاجر الكبرى بأسعار معقولة، أحياناً أقل من 20 يورو. يعتبرها بعض هواة الجمع الفرنسيين المطلعين فرصة ثمينة، لكنهم يحرصون على عدم الترويج لها.
لكن كما هو الحال غالباً في اتجاهات السوق، لا تحتل فرنسا موقع الصدارة في هذا التوجه. على العكس من ذلك، يعتبر المحللون الدول الأنجلوساكسونية وآسيا بمثابة مؤشرات حقيقية للتنبؤ بالاتجاهات التي ستصل إلى مناطق أخرى في المستقبل القريب أو البعيد.
ورغم أن فرنسا تعد من أكبر الأسواق للمشروبات الروحية الفاخرة، إلا أن الكونياك، الذي يشكل مصدر فخر لها في جميع أنحاء العالم، يكاد يكون غائباً عن السوق المحلية. وفي الوقت الذي يواجه فيه البراندي المصنوع في منطقة شارانت صعوبات في أسواق التصدير، يُطرح تساؤل حول إمكانية استعادة شعبيته في بلده الأصلي.
يشهد عالم النبيذ والمشروبات الروحية تطورات مستمرة واضطرابات كبيرة، ومن المتوقع أن يكون عام 2025 حافلاً بالأحداث المثيرة للاهتمام بالنسبة لهواة هذا المجال. هناك أيضاً اتجاهات أخرى مثل انخفاض مبيعات النبيذ التقليدي في المتاجر الكبرى، وزيادة الاهتمام بالكوكتيلات والمشروبات غير الكحولية. يجد بعض مزارعي الكروم أسواقاً جديدة من خلال إنتاج أنواع النبيذ منخفضة الكحول أو الخالية من الكحول تماماً.
لكن حالة النبيذ المدعم تظل مثالاً بارزاً على كيف يمكن لفرنسا، على الرغم من مكانتها كقوة في صناعة النبيذ، أن تتخلف عن الاتجاهات العالمية المهمة، وتفوت فرصة تقدير كنوز حقيقية.
