الشرق الأوسط يحبس أنفاسه بعد الضربات الإسرائيلية على إيران: هل يتجه الصراع نحو التصعيد؟

الشرق الأوسط يحبس أنفاسه بعد الضربات الإسرائيلية على إيران: هل يتجه الصراع نحو التصعيد؟

في كلمات قليلة

شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على أهداف في إيران، معتبرة إياها خطوة حاسمة ضد نفوذ طهران وبرنامجها النووي. يثير هذا التطور مخاوف جدية من تصعيد واسع النطاق في المنطقة، رغم المفاوضات الدبلوماسية التي كانت جارية.


شهدت منطقة الشرق الأوسط تطوراً خطيراً وغير مسبوق في الساعات الأولى من يوم 14 يونيو، حيث شنت إسرائيل سلسلة ضربات جوية مكثفة على أهداف داخل إيران. تمثل هذه الضربات بداية هجوم يبدو حاسماً، يأتي في أعقاب عمليات إسرائيلية سابقة استهدفت نفوذ حماس في غزة وحزب الله في لبنان وكيانات تابعة في سوريا.

تصاعد التوتر بشكل مفاجئ قبل يومين من الضربات، مع إجلاء الولايات المتحدة لموظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين من دول مجاورة، خشية ردود انتقامية محتملة من طهران. يثير التوقيت تساؤلات، خاصة وأن مفاوضات حول الملف النووي الإيراني كانت قد بدأت في 12 أبريل بوساطة سلطنة عمان بين فريق تابع للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحكومة المرشد الإيراني، وكانت هناك سيناريوهات متداولة حول إعادة دمج إيران «الأكثر اعتدالاً» في المجتمع الدولي.

يرى محللون أن السبب الرئيسي وراء الهجوم الإسرائيلي قد يعود إلى حسابات السياسة الداخلية في إسرائيل. لكن هذه العملية تحمل في طياتها مخاطر إشعال حرب واسعة في المنطقة، بل وربما على مستوى العالم.

يعتقد أن التقدم السريع الذي أحرزته طهران في برنامجها النووي، والأحداث المأساوية التي وقعت في 7 أكتوبر، بالإضافة إلى ما وُصف بالسلوك المتقلب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي بدا مستعداً لإبرام اتفاق «مخفض» مع النظام الإيراني، قد عجلت بالقرار الإسرائيلي.

ورداً على العملية الإسرائيلية التي حملت اسم «الأسد الصاعد»، نفذت طهران ضربات انتقامية قاسية. وحذرت إسرائيل من أن إطلاق صواريخ على مراكز حضرية يمثل تجاوزاً لـ«خطوط حمراء» متعددة.

على الرغم من النجاح العسكري الظاهري الذي حققه الجيش الإسرائيلي (الجيش الإسرائيلي)، إلا أنه ليس بمعزل عن إحداث عكس التأثير الاستراتيجي المرجو. تظل لدى طهران مجموعة واسعة من خيارات الرد، رغم أن التهديدات بضربات إسرائيلية جديدة تحد من نطاقها.

في العاصمة الإيرانية، التي استيقظ سكانها على أصوات الانفجارات، انقسمت المشاعر بين الارتياح بعد الرد وبين الخوف من تصاعد أكبر للأحداث.

في خضم هذا التصعيد، اضطر الرئيس الفرنسي، الذي يقدم دعماً قوياً لإسرائيل، إلى تأجيل مؤتمر كان مقرراً عقده في الأمم المتحدة حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يسلط الضوء على مدى تأثير الصراع على القضايا الإقليمية الأخرى.

تشير التقارير إلى أن الهجوم الإسرائيلي كان على نطاق غير مسبوق، ومن الواضح أنه كان يجهز له منذ سنوات، بهدف معلن هو تدمير التهديد النووي الإيراني. شارك نحو 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية في مهاجمة حوالي 100 هدف في إيران خلال الليل، وشملت الأهداف مواقع نووية وقواعد عسكرية.

ردود الفعل الدولية حتى الآن تتوافق إلى حد كبير مع المواقف الدبلوماسية التقليدية لمختلف الدول. في غضون ذلك، تم تعيين خليفة للجنرال محمد باقري، الذي قُتل في ضربة إسرائيلية بإيران يوم 13 يونيو، والذي كان قد شارك في قمع الاحتجاجات التي تلت وفاة مهسا أميني.

الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث في منطقة الشرق الأوسط.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.