
في كلمات قليلة
أصدرت محكمة في فرنسا حكماً بالسجن لمدة 23 عاماً على رجل يبلغ من العمر 28 عاماً لإدانته بقتل والد صديقه الذي انتحر في عام 2015. المتهم قال إنه انتقم لأن الضحية كان مسؤولاً عن انتحار ابنه بعد اكتشاف حياته "المزدوجة".
أصدرت محكمة فرنسية حكماً بالسجن لمدة 23 عاماً على رجل يبلغ من العمر 28 عاماً، بعد إدانته بقتل والد صديق له كان قد انتحر قبل سنوات. المتهم قال إنه ارتكب الجريمة بدافع الانتقام لاعتقاده أن الضحية هو المسؤول عن انتحار ابنه.
أدانت محكمة الجنايات في إقليم لاندز الفرنسي صامويل ماتياس باتيستا، البالغ من العمر 28 عاماً، بجريمة قتل غي لوكونت البالغ 55 عاماً، حيث وجه له 32 طعنة بسكين. يزعم المتهم أن لوكونت كان سبباً في انتحار ابنه دانايل عام 2015، الذي ألقى بنفسه تحت قطار بعد اكتشافه لـ «الحياة المزدوجة» لوالده المتعلقة بممارسات جنسية متطرفة.
اعترف المتهم بالوقائع لكنه نفى أن يكون الفعل مخططاً له مسبقاً، مدعياً أنه تصرف بدافع «اندفاع مفاجئ». ومع ذلك، اعتبرت المحكمة أن الجريمة كانت مع سبق الإصرار والترصد. النيابة العامة كانت قد طالبت بعقوبة أشد، حيث طلبت السجن 25 عاماً، مؤكدة أن التخطيط كان «واضحاً».
كما أمرت المحكمة المتهم بمتابعة اجتماعية وقضائية لمدة ثلاث سنوات بعد قضاء مدة عقوبته. لحظة صدور الحكم، وبعد مداولات استمرت نحو ثلاث ساعات، بقي المتهم واقفاً، وبدا هادئاً ومتقبلاً للحكم.
صرح المتهم قبل انسحاب هيئة المحلفين للمداولة: «مهما كان عدد سنوات السجن، فسأستحقها تماماً». من جانبه، علّق محامي المتهم، جوليان بلوتون، قائلاً: «لدي شعور بأن المحكمة أخذت في الاعتبار سياق الأحداث وشخصية المتهم». وأشار إلى أنه من المرجح ألا يستأنف الحكم، حيث أن المحكمة لم تحدد فترة أمان قبل إمكانية الإفراج المشروط، مما «يحافظ على أفق مقبول لشاب».
خلال المحاكمة، دارت نقاشات مطولة حول شخصية الضحية، غي لوكونت، وحياته «المزدوجة». ورغم ذلك، سعى الادعاء العام لإعادة الضحية إلى مكانته كضحية للجريمة، مؤكداً أنه «ليس الوحش الذي وُصِفَ به». واتهم الادعاء المتهم بتبني رواية الأحداث التي قدمتها الزوجة السابقة للضحية، التي كانت تحمل زوجها السابق مسؤولية وفاة ابنهما وتشاركت قناعتها هذه مع أصدقاء دانايل، ومن بينهم المتهم.
اعتبر الادعاء أن المتهم «خطط لفعله»، مستشهداً برسائل أرسلها لأصدقائه قبل وقت طويل من الجريمة قال فيها إنه ينوي «قتل أحدهم»، وكذلك حمله سكيناً قبل الذهاب إلى منزل الضحية. على الجانب الآخر، ركز محامي الدفاع على «تردد» المتهم خلال محادثة استمرت ساعة ونصف مع الضحية قبل ارتكاب الجريمة، مدعياً أنه تصرف بدافع «اندفاع» لأنه لم يستطع تحمل «نظرة التعالي والسخرية» التي اعتقد أنه رآها في مضيفه.
وصفت المحامية معاناتين «تصادمتا»، وهما معاناة المتهم ومعاناة والدة دانايل. الأخيرة وجهت اتهامات لزوجها السابق خلال شهادتها، قائلة: «لقد أخذ مني ابني بانحرافه»، وأضافت: «أنا ضحية، ودانايل ضحية، وصامويل ضحية جانبية، وأتساءل، من المذنب؟». وأظهرت الأم تعاطفها مع المتهم طوال المحاكمة، الأمر الذي انتقد بشدة من قبل محامي عائلة الضحية، الذي ندد بمحاولة «قلب المحاكمة ضد الضحية» وتشويه سمعته بسبب حياته الجنسية.