
في كلمات قليلة
احتجزت السلطات المصرية عشرات النشطاء الدوليين المتجهين للمشاركة في مسيرة تضامنية نحو قطاع غزة. أكد منظمو «المسيرة العالمية إلى غزة» أن آلاف المشاركين وصلوا إلى مصر وأن المسيرة ستستمر للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية.
احتجزت السلطات المصرية عشرات النشطاء من جنسيات مختلفة كانوا يخططون للمشاركة في «المسيرة العالمية إلى غزة» التي كان من المقرر أن تنطلق من القاهرة. تم ترحيل بعض المحتجزين لاحقاً بينما تم إطلاق سراح آخرين.
كان منظمو «المسيرة العالمية إلى غزة» يتوقعون مشاركة نحو 4000 شخص من حوالي 50 دولة. المسيرة كانت مقررة للانطلاق من القاهرة لمسافة 48 كيلومتراً في اتجاه قطاع غزة المحاصر.
أفاد ممثلو مجموعة «المسيرة العالمية إلى غزة» أن عشرات النشطاء من جنسيات متعددة وصلوا للمشاركة في المسيرة وتم احتجازهم من قبل السلطات المصرية هذا الأسبوع. من بين الجنسيات التي تم احتجاز أفراد منها: أمريكيون، أستراليون، نمساويون، هولنديون، إسبان، فرنسيون، مغاربة، تونسيون، جنوب أفريقيين، ويونانيون.
على الرغم من الاحتجازات، أكدت المجموعة في بيان الخميس أن «المسيرة الدولية مستمرة». وأضاف البيان: «آلاف المشاركين وصلوا بالفعل إلى مصر، وهم مستعدون للانطلاق غداً إلى العريش ومواصلة السير على الأقدام نحو رفح». عبّر المنظمون عن أملهم في العمل مع السلطات المصرية، مشددين على أن أولوياتهم متوافقة: «المطالبة بوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين».
في وقت سابق، حثت إسرائيل السلطات المصرية على حظر أي «أعمال استفزازية» مؤيدة لفلسطين على أراضيها وأي «محاولة لدخول غزة». من جانبها، أوضحت السلطات المصرية الأربعاء أن أي عمل مؤيد لفلسطين تنظمه «وفود أجنبية» يتطلب «إذن مسبق».
بالتوازي مع «المسيرة العالمية إلى غزة»، انطلقت قافلة كبيرة من الحافلات والسيارات تُعرف بقافلة «الصمود» من تونس عبر ليبيا في اتجاه قطاع غزة، وتضم أكثر من ألف شخص بحسب منظميها. أعلنت السلطة التنفيذية في شرق ليبيا عن «دعمها الكامل» لهذه القافلة «الشجاعة»، مع تذكير المشاركين بضرورة احترام القواعد التي وضعتها مصر لدخول المنطقة الحدودية مع غزة.
قال سيف أبو كشك، المتحدث باسم مجموعة «المسيرة العالمية»، إن أكثر من 200 ناشط من دول مختلفة تم احتجازهم في الأيام الأخيرة في فنادقهم أو عند وصولهم إلى مطار القاهرة. انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر نشطاء جزائريين يُزعم ترحيلهم وهم يهتفون بشعارات احتجاجية في مدرج مطار القاهرة. أدانت بعثة هولندا على إنستغرام «الترحيل غير القانوني والمعاملة غير الإنسانية للنشطاء الهولنديين السلميين [...] الذين جاءوا للمشاركة في مهمة إنسانية».
قال المنظمون إنهم أرسلوا طلباً رسمياً للحصول على إذن إلى القاهرة والسفارات المعنية قبل عدة أسابيع، لكنهم لم يتلقوا «أي رد رسمي» حتى الآن. أفادت البعثة اليونانية باعتراض «عشرات المواطنين اليونانيين» في المطار واحتجازهم لمدة عشر ساعات، على الرغم من تقديم جميع الوثائق اللازمة والامتثال للقانون والإجراءات، وتم إطلاق سراحهم «بفضل الضغوط السياسية والقانونية».
المسار المخطط لـ«المسيرة العالمية» يشمل عبور سيناء بالحافلات، وهي منطقة صحراوية تخضع لمراقبة مشددة وتنتشر فيها الحواجز العسكرية، للوصول إلى مدينة العريش التي تبعد أكثر من 350 كيلومتراً شرق القاهرة، ثم السير على الأقدام مسافة الـ 50 كيلومتراً الأخيرة نحو رفح. تأتي هذه التحركات في ظل ضغط دولي متزايد على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والسلع الأساسية، وذلك بعد مرور حوالي 20 شهراً على الحرب التي اندلعت إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن طاقماً مكوناً من اثني عشر ناشطاً مؤيداً لفلسطين، من بينهم غريتا ثونبرغ، يأملون الوصول إلى القطاع عبر البحر وفتح «ممر بحري». صرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن السفينة ستصل إلى إسرائيل، حيث سيتم «إعادة ركابها إلى بلدانهم». نددت حركة «فرنسا الأبية» (La France insoumise) الفرنسية بهذا الإجراء ووصفته بأنه «اعتقال غير قانوني».