السويد تتخلى عن الكاش: كيف تبدو الحياة في مجتمع بلا نقود وما هي مخاطره؟

السويد تتخلى عن الكاش: كيف تبدو الحياة في مجتمع بلا نقود وما هي مخاطره؟

في كلمات قليلة

تتجه السويد بخطى سريعة لتصبح أول مجتمع غير نقدي في العالم، حيث حلت البطاقات والهواتف محل العملات المعدنية والورقية. هذا التحول الرقمي، رغم ملاءمته، كشف عن نقاط ضعف خطيرة، أبرزها حادثة هجوم سيبراني أدت إلى إغلاق مئات المتاجر.


في السويد، أصبح الدفع نقدًا شيئًا من الماضي، حيث حلت البطاقات الائتمانية والهواتف المحمولة محل الأوراق النقدية والعملات المعدنية في معظم التعاملات اليومية. هذا التحول نحو مجتمع غير نقدي بالكامل، رغم ما يوفره من راحة، يحمل في طياته تحديات ومخاطر جديدة.

في أحد المخابز في ستوكهولم، لم يعد أحد يدفع ثمن الخبز أو الكرواسان بالعملات المعدنية. تقول إحدى الزبائن وهي تدفع باستخدام هاتفها: "لا أحمل أي نقود معي، ولا حتى في المنزل". وقد حلّت البطاقات الائتمانية والهواتف الذكية محل السيولة النقدية بشكل شبه كامل.

صاحب المخبز، وهو فرنسي متزوج من سويدية، توقف عن قبول الدفع النقدي منذ ستة أشهر. ويوضح قائلاً: "التعامل مع النقد مقيِّد للغاية". يُعرف السويديون بأنهم أبطال العالم الرقمي، وقد تبنوا المدفوعات الإلكترونية بنسبة 100%. ونتيجة لذلك، أصبح من الصعب جدًا العثور على صراف آلي لسحب الأوراق النقدية. وعند سؤال إحدى المارات في الشارع، ضحكت قائلة إنها لم تدفع نقدًا منذ "عشر أو خمس عشرة سنة". وأمام أحد أجهزة الصراف الآلي القليلة المتبقية، يقف رجل سويدي في السبعينيات من عمره، ويقول: "من الأسهل وضع ورقة نقدية في بطاقة تهنئة بعيد ميلاد".

إلا أن اختفاء النقد قد يتحول إلى كابوس. فقبل عام واحد، اضطرت مئات المتاجر الكبرى إلى إغلاق أبوابها بعد أن وقعت ضحية لهجوم سيبراني واسع النطاق، وذلك بعد أشهر قليلة من انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما كشف عن هشاشة النظام المعتمد كليًا على التكنولوجيا.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.