
في كلمات قليلة
تحدثت مديرة البرامج في **اليونسكو** فرانشيسكا سانتورو عن الأهمية الحيوية للمحيطات، وتهديدات **تلوث البلاستيك** و**تغيرات المناخ**، وبرنامج **التعليم عن المحيطات** المشترك مع برادا. وأشارت إلى **معاهدة أعالي البحار** كخطوة تاريخية نحو **حماية المحيطات**.
في مقابلة، تحدثت فرانشيسكا سانتورو، مديرة البرامج المعنية بالثقافة المحيطية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، عن الأهمية الحيوية للمحيطات والتهديدات البيئية والجهود المشتركة مع دار الأزياء برادا لزيادة الوعي.
برنامج Sea Beyond، الذي انطلق قبل ست سنوات بالشراكة بين اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو ودار برادا، يهدف إلى تعزيز **التعليم عن المحيطات** بين الأجيال الشابة في جميع أنحاء العالم. بدأت مبادرة برادا في عام 2019 بمجموعة مصنوعة من النايلون المعاد تدويره، لكنها سرعان ما تطورت إلى مشروع تعليمي واسع النطاق.
تؤكد فرانشيسكا سانتورو، الشغوفة بـ**حماية المحيطات**، على دورها الأساسي في حياتنا:
نحن جميعاً مرتبطون بالمحيط بفعل بسيط: هو ما يسمح لنا بالتنفس. قد لا يعرف الناس ذلك بالضرورة، لأننا غالباً ما نتحدث عن "الرئات الخضراء" مثل الأمازون، ولكن إلى جانب تنظيم المناخ وتوفير الغذاء، يتم إنتاج ما بين 50 إلى 80٪ من الأكسجين الذي نتنفسه في المحيط. بدونه، لن تكون هناك حياة على هذا الكوكب.
بدأ الاهتمام الحقيقي بحالة المحيط حوالي عامي 2016-2017، عندما اكتشف الجمهور الواسع الصور المروعة "لقارات البلاستيك" - مناطق **تلوث البلاستيك** الشاسعة بحجم الدول. تقدر اليونسكو أن هناك أكثر من 170 تريليون قطعة وجسيم بلاستيكي تطفو في المحيطات. يومياً، يتم إلقاء ما يعادل 2000 شاحنة قمامة مليئة بالبلاستيك في المحيطات والأنهار والبحيرات حول العالم. مقاطع الفيديو التي تظهر الحيوانات البحرية ببطون مليئة بالبلاستيك ساهمت أيضاً في زيادة الوعي.
بالإضافة إلى **تلوث البلاستيك**، تشكل **تغيرات المناخ** تهديداً خطيراً، حيث تضاعفت سرعة احترار المحيطات في السنوات العشرين الماضية، مما أدى إلى زيادة حموضتها بنسبة 30٪، وهذا يؤثر بشكل دائم على التنوع البيولوجي. ارتفاع مستوى سطح البحر يثير قلقاً بالغاً أيضاً، حيث يزيد من وتيرة الفيضانات الشديدة في المدن الساحلية، مثل البندقية. في العام الماضي، شهدنا أيضاً موجات حر بحرية في البحر الأبيض المتوسط، حيث وصلت درجة حرارة المياه إلى 29 درجة مئوية، وهو أمر غير طبيعي تماماً ويؤثر بشدة على توازن النظام البيئي البحري.
الشراكة مع برادا كانت مهمة للغاية ليس فقط من الناحية المالية (يتم التبرع بنسبة 1٪ من عائدات مجموعة Re-Nylon للمشروع)، ولكن أيضاً من حيث التأثير الإعلامي. الرؤية التي توفرها **برادا** مهمة جداً وتجمع جمهوراً واسعاً، وخاصة الشباب (34 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بـ 3.3 مليون لدى اليونسكو).
يشمل المكون التعليمي لبرنامج Sea Beyond سلسلة من الندوات عبر الإنترنت للمعلمين ومسابقات مشاريع لطلاب المدارس الثانوية. شارك حوالي 35 ألف طالب من 56 دولة في الإصدارات الثلاث للمسابقة. هدف **اليونسكو** هو دمج **التعليم عن المحيطات** في المناهج الدراسية للدول الأعضاء؛ وكانت البرازيل أول دولة التزمت بذلك.
افتتحت برادا واليونسكو هذا العام أول مركز إيطالي مخصص للمعرفة بالمحيطات في جزيرة سان سيرفولو بالبندقية - موقع رمزي لمناقشة قضايا **تغير المناخ**. تتوقع الدراسات أن البندقية قد تختفي بحلول عام 2100 بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر. المدينة تواجه أيضاً مشاكل الأنواع الغازية، مثل سرطان البحر الأزرق، الذي يهدد الاقتصادات المحلية بسبب انتشاره السريع.
يقدر تمويل **حماية المحيطات** بمبلغ 175 مليار دولار سنوياً. ستكون مسألة "التمويل الأزرق" أساسية في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات في نيس (9-13 يونيو). هناك حاجة إلى مزيد من الشراكات الخاصة، حيث لا تستطيع الدول تمويل جميع الاحتياجات، خاصة الأبحاث الأوقيانوغرافية. تؤكد فرانشيسكا سانتورو على أهمية مشاركة جميع المواطنين - الحصول على المعلومات هو الخطوة الأولى نحو **حماية المحيطات**.
على الرغم من التحديات، هناك أسباب للأمل: يوجد اهتمام غير مسبوق بقضية المحيطات من العديد من البلدان والمواطنين. إنجاز كبير هو تبني الأمم المتحدة في عام 2023 أول **معاهدة دولية لحماية أعالي البحار**، التي تحمي 50٪ من سطح الكوكب التي كانت خارج الولايات القضائية الوطنية. ستدخل هذه الوثيقة التاريخية حيز التنفيذ بعد تصديق 60 دولة عليها.