
في كلمات قليلة
أعقاب فوز نادي باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا، شهدت عدة مدن فرنسية أعمال شغب واسعة، تضمنت نهباً وتخريباً واشتباكات مع الشرطة. هذه الأحداث تسلط الضوء على مشكلة الفوضى والتحديات الأمنية التي تواجهها فرنسا.
شهدت مدن مختلفة في جميع أنحاء فرنسا، من العاصمة باريس إلى مدن مثل كري ووشالون سور ساون وفيتريه وغرونوبل، مشاهد متكررة من النهب والتخريب والاشتباكات العنيفة مع قوات الأمن في أعقاب فوز نادي باريس سان جيرمان (PSG) بلقب دوري أبطال أوروبا.
تعيد هذه الأحداث إلى الأذهان ما جرى في عام 2022، حين اندلعت أعمال شغب كبيرة خلال مباراة كرة قدم بين ريال مدريد وليفربول. في ذلك الوقت، صرح وزير الداخلية بأن المسؤولين عن الفوضى كانوا مشاغبين بريطانيين، وهو ما تبين لاحقاً أنه غير صحيح. بعد ثلاث سنوات، اعترف الوزير أخيراً بالحقيقة قائلاً إن "جوهر الصعوبة في تلك الليلة لم يأتِ من المشجعين الإنجليز، بل من مجرمين من سين سان دوني يقومون بعمليات مداهمة ونهب للمشجعين".
تكررت أعمال النهب والتخريب نفسها في نهاية الأسبوع الماضي بعد انتصار باريس سان جيرمان، ولم تقتصر الفوضى على العاصمة. فمن كري إلى شالون سور ساون، ومن فيتريه إلى غرونوبل، ومن بواتييه إلى كليرمون فيران، كانت هناك في كل مكان نفس مشاهد النهب والتخريب والاشتباكات مع قوات الأمن باستخدام القذائف.
الأرقام صادمة: قتيلان، 192 مصاباً، وإصابة 22 من عناصر الدرك والشرطة.
تثير هذه الموجة من العنف والتخريب تساؤلات جدية حول مسألة الإفلات من العقاب وقدرة السلطات على السيطرة على هذا النوع من الجرائم. مؤخراً، نظرت محكمة في باريس في قضايا أربعة شبان متهمين بأعمال عنف ضد الشرطة والدرك خلال احتفالات يوم السبت. صدرت بحقهم أحكام بالسجن مع وقف التنفيذ تتراوح بين شهرين وثمانية أشهر، بالإضافة إلى أعمال خدمة مجتمعية أو غرامات في بعض الحالات. تسلط هذه الأحكام الضوء على التحدي الذي تواجهه السلطات الفرنسية في التعامل مع هذه الظاهرة وضمان الأمن العام خلال التجمعات الكبيرة والأحداث الرياضية.