
في كلمات قليلة
ملايين الفرنسيين يقدمون الرعاية اليومية لأقاربهم المسنين والمعالين، ويواجهون الإرهاق ونقص الدعم من النظام. هذه الرعاية غير الرسمية تشكل أساس النظام الذي يتعرض لضغط كبير بسبب شيخوخة السكان والمشاكل الهيكلية.
يواجه ملايين الفرنسيين اليوم عبئاً ثقيلاً: رعاية الأقارب المسنين الذين يحتاجون إلى المساعدة المستمرة. تشير التقديرات إلى أن عدد مقدمي الرعاية غير الرسميين هؤلاء في البلاد يتراوح بين 4.5 و 9 ملايين شخص.
غالباً ما يجد هؤلاء الأشخاص – أزواج، أو أبناء، أو أقارب آخرون، أو حتى جيران – أنفسهم محاصرين بين التزامات الحياة اليومية والعمل والحاجة إلى رعاية أحبائهم المعالين على مدار الساعة أو لعدة ساعات يومياً. يؤدي هذا الضغط المستمر إلى الإرهاق العاطفي والجسدي، حيث لا يزال نظام الدعم الاجتماعي يكافح من أجل الاعتراف بهم وتخفيف العبء عنهم بشكل كافٍ.
في غضون بضعة أشهر، انقلبت حياة رومان، وهو رجل يعيش في باريس. بعد أن أصبح أباً بصعوبة، واجه جانباً آخر من حياته يتزعزع: تدهور صحة والدته المقيمة في منطقة أخرى، والتي كانت قبل ذلك هي الداعم الرئيسي لزوجها المريض. عندما أصبحت هي أيضاً بحاجة إلى المساعدة، نشأت حالة طوارئ: كان لا بد من ترتيب دخول الوالدين على وجه السرعة إلى دار رعاية متخصصة (Ehpad).
كونه الابن الوحيد، اضطر رومان للتنقل باستمرار بين المدن، والموازنة بين رعاية طفله الرضيع والإجراءات الإدارية العديدة لترتيب رعاية والديه. اليوم، يضاف إلى ذلك ضغط آخر – إدارة فواتير الإقامة في دار الرعاية، والمعاملات البيروقراطية الطويلة، وإدارة شؤون المنزل العائلي، والإقرارات الضريبية. أصبحت هذه الروتين المرهق دوامة من الإرهاق بالنسبة له، وهو الذي يشغل منصباً قيادياً في شركة كبرى، ومع ذلك يحاول أن يبقى صامداً.
قصة رومان هي مجرد مثال واحد من بين العديد. يشكل ملايين الفرنسيين مثله، الهيكل العظمي غير المرئي لنظام رعاية المسنين الذي يتعرض لضغط هائل. هؤلاء المساعدون ممزقون بين التعب والشعور بالذنب لعدم قدرتهم على تقديم المزيد.
على الرغم من ظهور هيكل جديد في نظام الضمان الاجتماعي مخصص لقضايا استقلالية المسنين، يواجه القطاع بأكمله صعوبات هيكلية خطيرة في ظل شيخوخة السكان. تتوقع التوقعات زيادة كبيرة في نسبة كبار السن خلال عشر سنوات، مما يخلق تحديات ليست البلاد مستعدة لها بعد. وهذا يشمل توافر وجودة الخدمات في دور رعاية المسنين، وكذلك دعم أولئك الذين يفضلون رعاية أحبائهم في المنزل.
تسعى العديد من الأسر إلى التفكير مسبقاً في كيفية تنظيم شيخوخة آبائهم أو شيخوختهم الخاصة، سعياً لتجنب المشاكل المرتبطة بالتبعية والرعاية المؤسسية. ومع ذلك، لا يزال عبء الرعاية يقع بشكل أساسي على عاتق الأفراد، وغالباً ما يكونون نساء، يتم تعيينهن ضمنياً في الأسرة كمسؤولات رئيسيات عن رعاية الوالدين المسنين. هذا الوضع يؤكد الحاجة الماسة إلى دعم أفضل والاعتراف بدور مقدمي الرعاية غير الرسميين.