في كلمات قليلة
القضاء الإسباني يرفض استئناف أب ويسمح بالموت الرحيم لابنته المصابة بالشلل النصفي، مؤكدًا استيفاءها شروط القانون.
رفض القضاء الإسباني استئناف أب أراد منع الموت الرحيم لابنته المصابة بشلل نصفي، معتبرًا أن الشابة تستوفي الشروط التي حددها القانون الإسباني لعام 2021، ولا سيما القدرة على اتخاذ القرار. وقالت القاضية إيرين أوربون في قرارها الصادر بتاريخ 14 مارس/آذار والذي نُشر يوم الاثنين، والذي يمكن استئنافه: «يتفق جميع المهنيين الذين شاركوا في العملية على التأكيد على أن (الشابة) تعاني من حالة خطيرة ومزمنة ومُقعِدة، دون تقديم أي دليل مخالف».
كما اعتبرت القاضية أن قدرة الفتاة على تقرير هذا الحق «الشخصي للغاية» «مُثبتة»، خلافًا لما يؤكده والدها مستندًا إلى اضطرابات نفسية. وصرح أعضاء من جمعية المحامين المسيحيين (Abogados Cristianos) المحافظة للغاية، بأنهم سيستأنفون القرار. أصبحت الشابة، البالغة من العمر الآن 24 عامًا، مصابة بشلل نصفي بعد أن ألقت بنفسها من الطابق الخامس خلال محاولة انتحار في عام 2022.
طلبت الشابة رسميًا الموت الرحيم في أبريل/نيسان 2024. وقد رأى المختصون في لجنة الضمان والتقييم في كاتالونيا (شمال شرق) في يوليو/تموز أن طلبها يتوافق مع القانون، الذي ينص على أنه يمكن لأي شخص يتمتع بكامل قواه العقلية ويعاني من «مرض عضال لا شفاء منه» أو من حالة «مزمنة ومُقعِدة» أن يطلب المساعدة على الموت، شريطة استيفاء معايير معينة.
محاولات انتحار متعددة
ومع ذلك، قبل وقت قصير من الموعد المحدد لموتها الرحيم، في 2 أغسطس/آب، قبل القضاء استئنافًا قدمته جمعية المحامين المسيحيين نيابة عن والد الشابة يطالب بوقف العملية. وبحسب هذا الاستئناف، أكد الأب أن ابنته تعاني من اضطرابات عقلية يمكن أن «تؤثر على قدرتها على اتخاذ قرار حر وواع». كما أكد أن الشابة، التي حاولت الانتحار عدة مرات، ألمحت بعد ذلك إلى أنها ربما تكون قد غيرت رأيها وأن الإصابة التي تعاني منها لا تسبب لها «معاناة جسدية أو نفسية لا تطاق».
ومع ذلك، خلال جلسة استماع مغلقة عقدت في بداية الشهر - وهي الأولى في إسبانيا فيما يتعلق بالموت الرحيم المسموح به بالفعل منذ اعتماد القانون في عام 2021، وفقًا للجمعيات المتخصصة - كررت الشابة طلبها بالموت. وأيدت النيابة العامة الطلب، مع الاعتراف في الوقت نفسه بحق الأب في تقديم استئناف.
وافق البرلمان الإسباني في عام 2021 على قانون إلغاء تجريم القتل الرحيم، مما جعل إسبانيا واحدة من الدول القليلة التي تسمح للمريض الميؤوس من شفائه بتلقي المساعدة على الموت لتجنب «معاناة لا تطاق». ومع ذلك، تظل شروط تحقيق ذلك صارمة: يجب أن يكون مقدم الطلب «لائقًا وواعيًا» وقت تقديم الطلب، ويجب تقديم الطلب كتابيًا وإعادة تأكيده لاحقًا، ويجب أن يحصل على إذن من لجنة تقييم.
