
في كلمات قليلة
في خضم النقاش حول إصلاح المعاشات في فرنسا، أعلن أرباب العمل رفضهم القاطع لخفض سن التقاعد من 64 إلى 62 عاماً. بعد هذا الرفض، تحاول النقابات العمالية التركيز على تحسين شروط التقاعد للمهن الشاقة.
عادت نقاشات إصلاح نظام المعاشات التقاعدية في فرنسا إلى الواجهة مجدداً، مع انعقاد اجتماع يوم 12 يونيو خصص لبحث إمكانية العودة إلى سن التقاعد السابق. لا يزال إصلاح عام 2023، الذي رفع سن التقاعد القانوني من 62 إلى 64 عاماً، يواجه معارضة شديدة من قبل قوى اليسار والنقابات العمالية.
تركزت النقطة الخلافية الرئيسية خلال الاجتماع على مسألة خفض سن التقاعد المحدد حالياً بـ 64 عاماً. طالبت النقابات وجزء من الطبقة السياسية بالعودة إلى سن 62 عاماً. لكن ممثلي أرباب العمل (Patronat) اتخذوا موقفاً حاسماً، رافضين بشكل قاطع أي مساس بسن 64 عاماً.
أمام الرفض القاطع لمقترحاتهم بشأن خفض سن التقاعد، اضطرت النقابات المشاركة في الحوار إلى تغيير استراتيجيتها. تركز الجهود الآن على تحسين شروط التقاعد للمهن الشاقة، بهدف السماح لأكبر عدد ممكن من العمال في هذه القطاعات بإنهاء مسيرتهم المهنية قبل بلوغ سن التقاعد الكامل المحدد بـ 64 عاماً.
يثير احتمال التقاعد قبل بلوغ 64 عاماً شكوكاً جدية لدى العديد من العمال. على سبيل المثال، يعبر فنيون في شركة لمكافحة الآفات في منطقة إيسون عن تشككهم في إمكانية حصول النقابات على خفض في سن التقاعد. يقول الفني قادر معروف: "يجب أن نحتفظ بالأمل دائماً، لكني لا أصدق ذلك. عليهم التفكير مجدداً، فسن 64 عاماً متأخر جداً". زميله برونو غاران، سائق شاحنة يعاني من مشاكل في الظهر، سيتقاعد العام المقبل وهو في سن 62 عاماً، ويرى أنه من غير الوارد العمل لفترة أطول.
وأكد نائب الأمين العام لأحد النقابات الكبرى في البلاد، تعليقاً على الوضع، على ضرورة إعفاء أكبر عدد ممكن من الموظفين المعرضين لظروف عمل صعبة أو شاقة خلال مسيرتهم المهنية من المجهود الإضافي الناتج عن رفع سن التقاعد. أصبح هذا الملف محورياً في الحوار الاجتماعي المستمر في فرنسا.