
في كلمات قليلة
حاول أسقف فرنسي يُدعى رافائيل س.، الذي تم اعتقاله للاشتباه في تورطه بشبكة واسعة للاعتداء الجنسي على الأطفال، الانتحار بالقفز من نافذة قبل مثوله أمام المحكمة. حالته حرجة للغاية، وتم اعتقال 55 رجلاً آخرين في إطار نفس العملية.
في فرنسا، أقدم الأسقف رافائيل س.، المتورط في قضية كبرى تتعلق بشبكة استغلال جنسي للأطفال، على محاولة الانتحار قبل مثوله أمام المحكمة مباشرة. وقع الحادث في ستراسبورغ (مقاطعة الراين الأسفل) يوم الجمعة 23 مايو.
يُعدّ رافائيل س. واحداً من 55 رجلاً تم اعتقالهم في جميع أنحاء البلاد ضمن عملية "ماريو"، وهي حملة واسعة النطاق للكشف عن شبكة دعارة أطفال والقضاء عليها. هذه الشبكة كانت تتداول مقاطع فيديو تتضمن اعتداءات جنسية على أطفال عبر تطبيق تلغرام.
وفقاً للسلطات، جاءت هذه العملية استكمالاً لتحقيق بدأ الصيف الماضي باعتقال مرتكبي جرائم اعتداء على الأطفال "بالغي الخطورة" كانوا ينشرون أعمالهم الإجرامية عبر الإنترنت. تم توجيه اتهامات للموقوفين آنذاك، بما في ذلك الاتجار بالبشر، وهي جرائم قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.
تم اعتقال رافائيل س.، البالغ من العمر 45 عاماً، يوم الاثنين الماضي. كان مقرراً له المثول أمام المحكمة لجلسة فورية يوم الجمعة. لكن قبل بدء الجلسة، ألقى بنفسه من نافذة الطابق الثالث للمبنى. صرح محاميه للمحكمة بأن موكله في غيبوبة وحياته في خطر. أكدت ممثلة النيابة فتح تحقيق في محاولة الانتحار، وأن المصاب نُقل إلى المستشفى وحالته خطيرة.
بسبب الحادث، تم تأجيل جلسة المحكمة حتى 6 أغسطس 2025. وفي الوقت نفسه، قررت المحكمة إبقاء رافائيل س. تحت الرقابة القضائية ومنعه من التواصل مع القصر.
المتهم يعمل في مجال اللوجستيات، لكنه يصف نفسه على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي بأنه "أسقف غالي سَ غير تقليدي"، يدعو إلى "قبول الجميع في المجتمعات الدينية، دون تمييز على أساس العرق أو نمط الحياة أو الميول الجنسية".
الغالي سية (Gallicanism) هي عقيدة دينية انتشرت في فرنسا، خاصة بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، وتدعو إلى استقلال الكنيسة الفرنسية عن سلطة البابا. ويجوز لرجال الدين فيها الزواج والعمل في وظائف دنيوية.
عمل رافائيل س. لأكثر من اثني عشر عاماً في الاتحاد الرسولي الغالي سَ. ويقع مكان خدمته، مركز "رحمة القديس يوسف"، في بلدة لينغولسهايم. يُفيد أن السلطات صادرت في هذا المركز، أثناء التفتيش يوم الاثنين، جهاز حاسوب يعود للأسقف، وعُثر على قرصه الصلب على ملفات تحتوي على مواد إباحية للأطفال.
ولد رافائيل س. عام 1979، وكان يعيش مع والدته وهو في علاقة، رغم أنه لا يملك أطفالاً. يصفه الجيران والتجار بأنه شخص "كتوم" و"دائماً مع والدته".
بالإضافة إلى نشاطه الكنسي، اشتهر أيضاً كمؤلف كتاب عن طقوس القداس الغالي سَ وناشط في مجال حماية الحيوانات. كما عرف في المنطقة لأنه بارك الكنيسة الخاصة للممثل آلان ديلون. وفي العام الماضي، أجرى مقابلة مع مجلة أكد فيها أن آلان ديلون وشريكته "هيرومي رولين" كانا على علاقة عاطفية.
وفقاً للتحقيقات، لا يملك رافائيل س. أي سجلات جنائية سابقة. صرح محاميه بأن موكله يعترف بالوقائع وكان يريد شرحها للقضاة أملاً في إيجاد حل طبي للمشكلة من خلال العلاج النفسي. وقال المحامي إن موكله "كان يحتاج إلى علاج دوافعه عبر مشاهدة صور".