
في كلمات قليلة
توجد على كوكب الزهرة هياكل جيولوجية غامضة تُعرف باسم "الأكاليل"، يحاول العلماء تفسيرها منذ أكثر من 40 عامًا. تقترح دراسة جديدة سيناريوهات تكتونية لتشكلها. يتجدد الاهتمام بالزهرة بفضل المهام الفضائية المخطط لها.
تُثير الهياكل الغامضة المعروفة باسم "الأكاليل" (coronae باللاتينية) على سطح كوكب الزهرة فضول العلماء منذ اكتشافها لأول مرة قبل أكثر من 40 عامًا.
تُشبه هذه التكوينات الجيولوجية، التي غالبًا ما تكون دائرية أو بيضاوية الشكل، الفوهات النيزكية ذات الحواف المطوية، لكن أصلها الدقيق ظل لغزًا. تم رصد الأكاليل لأول مرة في عام 1983 بفضل بيانات جمعتها مركبات الفضاء السوفيتية "فينيرا-15" و "فينيرا-16".
يتراوح حجم الأكاليل عادةً بين عدة مئات من الكيلومترات، ولكن هناك هياكل عملاقة مثل إكليل أرتميس الذي يبلغ قطره 2600 كيلومتر. يوجد المئات من هذه الهياكل على سطح الزهرة، المخفي تحت طبقة سميكة من السحب.
على الرغم من الاهتمام الأولي، تراجع البحث في الزهرة بمرور الوقت مقارنةً بالمريخ بسبب الظروف القاسية للغاية على سطحها: درجة حرارة تتجاوز 460 درجة مئوية، وضغط يقارب 90 جوًا، وجو مشبع بالأحماض ويكاد يخلو من الماء. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، عادت الزهرة لتكون مركز اهتمام وكالات الفضاء العالمية.
في عام 2021، تم الإعلان عن ثلاث مهام جديدة إلى الزهرة: المسبارين الأمريكيين DaVinci و Veritas، والمسبار الأوروبي EnVision. هذا الانتعاش في الاهتمام حفز دراسات علمية جديدة.
يقترح بحث علمي حديث مجموعة متنوعة من السيناريوهات التكتونية لشرح تشكل هذه الهياكل الفريدة. يدرس الباحثون كيف يمكن للعمليات الداخلية للكوكب، ربما المرتبطة بالنشاط تحت السطح، أن تكون قد أدت إلى تكوين هذه الدوائر العملاقة. سيساعد حل لغز أكاليل الزهرة في فهم أفضل للتاريخ الجيولوجي والبنية الداخلية لكوكبنا الجار الأقرب.