
في كلمات قليلة
شنت إسرائيل ضربة واسعة النطاق على أهداف نووية وعسكرية داخل إيران في 13 يونيو. ويهدف الهجوم، الذي يُقال إنه كان مخططاً له منذ فترة طويلة وتسارع بسبب تقدم إيران النووي، إلى تحييد التهديد النووي الإيراني. المنطقة تشهد توتراً متزايداً بعد هذه العملية غير المسبوقة.
في 13 يونيو، شنت إسرائيل ضربات على حوالي 100 هدف في إيران، بما في ذلك منشآت نووية ومراكز قيادة عسكرية. هذه العملية، التي كانت قيد التخطيط والإعداد منذ عام 2015 على الأقل، فرضتها ضرورات الواقع وأتاحتها نافذة الفرصة. من بين العوامل التي دفعت نحو التنفيذ التقدم السريع الذي أحرزه برنامج إيران النووي، والذي تسارعت وتيرته منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.
في غضون سنوات قليلة، أصبحت إيران دولة عتبة نووية. يتفق معظم المتخصصين على أنها تمتلك الآن ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج حوالي خمس عشرة قنبلة في غضون أيام قليلة. قد تستغرق عملية تصغير الرؤوس النووية وتركيبها على صواريخ عاماً أو عامين آخرين. لكن هذه الفترة، كما يحذر دبلوماسي، يمكن تقصيرها إذا قدمت بعض الدول، مثل روسيا، مساعدات لإيران، مقابل الدعم بطائرات مسيرة، وربما صواريخ توفرها طهران.
بالإضافة إلى المواقع النووية، استهدفت الضربات قواعد عسكرية ومراكز قيادة. تمت العملية باستخدام حوالي 200 طائرة مقاتلة وكانت غير مسبوقة من حيث الحجم والنطاق، بهدف واضح هو تدمير التهديد النووي الذي يمثله النظام الإيراني.
الوضع في المنطقة لا يزال متوتراً للغاية بعد الهجوم. في العاصمة طهران، التي استيقظ سكانها على وقع الضربات ليلاً، تتراوح المشاعر بين الارتياح والخوف من تفاقم الأوضاع. يشير الخبراء إلى أنه على الرغم من النجاح العسكري، فإن تصرفات إسرائيل قد تؤدي إلى نتائج استراتيجية عكسية غير متوقعة.
كما تشير الأنباء إلى مقتل عدد من الشخصيات العسكرية الإيرانية رفيعة المستوى في الغارات، بمن فيهم خلفاء قادة كانوا مسؤولين عن قمع الاحتجاجات الداخلية وشاركوا في الحرب الإيرانية العراقية. هذا يدل على أن الضربات لم تستهدف البنية التحتية فحسب، بل أيضاً القيادة العسكرية.
الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة للمنطقة، حيث تقوم الأطراف بتقييم تداعيات الهجوم وإمكانية الردود.