
في كلمات قليلة
خبراء الصحة يدعون إلى تبني استراتيجيات تطعيم متطورة لحماية الفئات الأكثر ضعفاً، الرضع وكبار السن، مع التركيز على دور تطعيم الأم الحامل في نقل المناعة السلبية للجنين، مما يوفر حماية حيوية في الأشهر الأولى من حياة المولود.
تتجه الأنظار في الأوساط الطبية الدولية نحو تبني استراتيجيات تطعيم جديدة ومبتكرة تهدف إلى تعزيز حماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وهم الرضع وكبار السن. وعلى الرغم من التباين العمري الكبير بين هاتين الفئتين، إلا أنهما تشتركان في التعرض لخطر متزايد للإصابة بالعدوى ومضاعفاتها الخطيرة، وذلك بسبب خصائص جهاز المناعة لديهما.
يعاني الرضع من ما يسمى "نقص النضج المناعي"، حيث يكون جهازهم الدفاعي غير مكتمل النمو عند الولادة. في المقابل، يواجه كبار السن "شيخوخة مناعية"، وهي تدهور في كفاءة الجهاز المناعي مع التقدم في العمر. هذا الضعف المشترك يجعلهم هدفاً سهلاً للأمراض المعدية.
ويؤكد الخبراء أن «حماية الطفل تبدأ في رحم أمه». هذا المبدأ هو حجر الزاوية في الاستراتيجية الجديدة التي تركز على تطعيم المرأة الحامل. فمن خلال التطعيم أثناء الحمل، تنتقل الأجسام المضادة التي تنتجها الأم إلى الجنين عبر المشيمة، مما يوفر للرضيع حماية سلبية خلال الأشهر الثلاثة الأولى الحاسمة من حياته، وهي الفترة التي يكون فيها الطفل أكثر عرضة للمخاطر.
توصي التوجيهات الصحية حالياً بأربعة لقاحات رئيسية للنساء الحوامل، وهي ضرورية للحماية من الفيروسات والبكتيريا شديدة العدوى:
- لقاح السعال الديكي (الشاهوق).
- لقاح الإنفلونزا الموسمية.
- لقاح كوفيد-19.
- لقاح الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وهو المسبب الرئيسي لالتهاب القصيبات عند الرضع.
وتأتي أهمية هذه الإجراءات في ضوء الأحداث المأساوية الأخيرة، مثل تفشي وباء السعال الديكي الذي أودى بحياة العشرات من الأطفال في بعض المناطق. هذه الحوادث تزيد من الوعي بضرورة ضمان الحماية منذ المراحل الأولى للحياة. كما يشدد الخبراء على ضرورة عدم إهمال كبار السن، الذين يحتاجون إلى جرعات تعزيزية منتظمة للحفاظ على مناعتهم المتراجعة ضد التهديدات الصحية المتجددة.