استراتيجية متعددة الأوجه: مصائد ثاني أكسيد الكربون وتعقيم الذكور لمواجهة خطر حمى الضنك والشيكونغونيا المتزايد

استراتيجية متعددة الأوجه: مصائد ثاني أكسيد الكربون وتعقيم الذكور لمواجهة خطر حمى الضنك والشيكونغونيا المتزايد

في كلمات قليلة

لمواجهة الانتشار العالمي المتزايد لحمى الضنك والشيكونغونيا، يعتمد الخبراء على استراتيجية شاملة تجمع بين التحكم البيئي في المياه، واستخدام مصائد ثاني أكسيد الكربون المتقدمة، وتطبيق تقنية تعقيم ذكور البعوض لخفض أعدادها بشكل فعال.


في ظل تزايد حركة التبادل التجاري والسفر والتغيرات المناخية، لم تعد الأمراض المدارية التي ينقلها البعوض، مثل حمى الضنك والشيكونغونيا، مقتصرة على المناطق الاستوائية النائية. يحذر الخبراء من أن خطر انتشار هذه الأمراض بات حقيقياً وملموساً في أوروبا والعديد من المناطق غير المدارية الأخرى، بما في ذلك المناطق المعرضة في العالم العربي.

ولمواجهة هذا التهديد الصحي المتنامي، يعتمد المختصون على استراتيجية متكاملة تجمع بين التقنيات الحديثة والتدابير التقليدية للحد من تكاثر الحشرات الناقلة. وتؤكد مارون فيتيكوك، مديرة الأبحاث في مجال بيئة الصحة، أن معدلات انتقال حمى الضنك عالمياً هذا العام مرتفعة بشكل خاص، مشيرة إلى أن انتشار أنواع البعوض الناقلة لهذه الأمراض يتزايد بسبب العولمة.

وتشهد جزيرة ريونيون حالياً مثالاً صارخاً على خطورة الوضع، حيث أصيب أكثر من 100 ألف شخص من أصل 900 ألف نسمة بالمرض منذ أغسطس 2024. هذا الواقع الصحي المأساوي يؤكد أن مكافحة البعوض تتطلب جهوداً غير مسبوقة.

تعتمد الاستراتيجية الحديثة على ثلاثة محاور رئيسية:

  • التحكم في مصادر المياه: يظل الرصد الصارم والتحكم في المياه الراكدة وأماكن وضع البيض هو الأساس في أي برنامج وقائي.
  • مصائد ثاني أكسيد الكربون (CO2): تستخدم هذه المصائد تقنية متقدمة تحاكي تنفس الكائنات الحية عبر إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يجذب إناث البعوض الباحثة عن الدم، ويؤدي إلى القضاء عليها بكفاءة عالية في البيئات الحضرية.
  • تقنية تعقيم الحشرات الذكور (SIT): تُعد هذه التقنية البيولوجية واعدة للغاية. يتم فيها تربية أعداد كبيرة من ذكور البعوض الناقل، ثم تعقيمها إشعاعياً قبل إطلاقها في البرية. تتزاوج هذه الذكور العقيمة مع الإناث البرية، مما يمنع الإناث من إنتاج جيل جديد، وبالتالي يحدث انخفاض حاد في أعداد البعوض دون الحاجة إلى مبيدات كيميائية واسعة النطاق.

إن الجمع بين هذه الأساليب البيئية والبيولوجية والتقنية هو السبيل الوحيد لضمان احتواء فعال وبعيد المدى للتهديد الذي تشكله الأمراض التي ينقلها البعوض.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.