«أصوات أمريكا» تتوقف: ترامب يجمد وسائل الإعلام الحكومية في الخارج

الفئة: دولي
«أصوات أمريكا» تتوقف: ترامب يجمد وسائل الإعلام الحكومية في الخارج

في كلمات قليلة

إدارة ترامب تجمد وسائل الإعلام الحكومية الأمريكية في الخارج، مما يثير انتقادات واسعة من منظمات حرية الصحافة.


فرصة للأنظمة الاستبدادية

لطالما اعتبرت وسائل الإعلام مثل «صوت أمريكا» أو «راديو آسيا الحرة» بمثابة «أصوات أمريكا» في البلدان التي يُعتبر فيها الوصول إلى معلومات مستقلة أكثر صعوبة، في أوروبا الشرقية أو الشرق الأوسط أو آسيا.

قال مسؤول في لجنة حماية الصحفيين (CPJ) كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا: «إنه لمن المشين أن يسعى البيت الأبيض إلى إفراغ وكالة ممولة من الكونغرس تدعم الصحافة المستقلة التي تتحدى كلام الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم».

بالنسبة لمنظمة «مراسلون بلا حدود» (RSF)، فإن هذا القرار «يهدد حرية الصحافة في العالم ويقضي على 80 عامًا من التاريخ الأمريكي لصالح حرية تداول المعلومات». كما أعرب رئيس راديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي، ستيفن كابوس، في بيان، عن أسفه قائلاً إن هذا «يمثل هدية هائلة لأعداء أمريكا».

«قلق» الصحفيين

قال ستيفن كابوس: «إن آيات الله الإيرانيين والقادة الشيوعيين الصينيين والمستبدين في موسكو ومينسك لا يسعهم إلا أن يفرحوا باختفاء راديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي بعد 75 عامًا» من الوجود.

تتمثل مهمة راديو آسيا الحرة، التي تأسست عام 1996، في تقديم تقارير غير خاضعة للرقابة في البلدان التي لا تكون فيها وسائل الإعلام حرة، ولا سيما الصين وبورما وكوريا الشمالية وفيتنام.

قام دونالد ترامب وحليفه الأول إيلون ماسك، الذي يدير شركات Tesla و SpaceX و X، بتخفيضات كبيرة في جميع أنحاء الخدمة المدنية الأمريكية، مستهدفين العديد من الوزارات مثل التعليم والصحة ووكالات مثل USAID التي تشرف على المساعدات التنموية. يعبر رئيس الولايات المتحدة علنًا وبانتظام عن عدائه لوسائل الإعلام الإخبارية، واصفًا بعضها بـ «أعداء الشعب».

قد يواجه تفكيك وسائل الإعلام الحكومية العاملة في الخارج عقبات، لأن الكونغرس هو الذي يملك السلطة النهائية، وقد حظيت بعض المنظمات، مثل راديو آسيا الحرة، بدعم من الديمقراطيين والجمهوريين في الماضي.

وصف موظف في «صوت أمريكا»، طلب عدم الكشف عن هويته، الأسابيع الأخيرة بأنها «فظيعة، مع قلق دائم». وبالنسبة له، فإن الرسالة التي تلقاها يوم السبت ليست سوى «مثال آخر ممتاز على الفوضى والطبيعة المرتجلة للعملية».

وأضاف موظف في راديو آسيا الحرة: «الجميع قلقون». «لدينا مراسلون يعملون تحت المراقبة في دول استبدادية في آسيا. ولدينا موظفون في الولايات المتحدة يخشون الترحيل إذا لم تعد تأشيرات عملهم صالحة».

جمدت إدارة ترامب يوم السبت موظفي إذاعات «صوت أمريكا» (VOA)، و«راديو آسيا الحرة»، وغيرها من وسائل الإعلام التي تمولها الولايات المتحدة، مما أثار غضب المدافعين عن حرية الصحافة الذين يرون فيها ثقلًا ديمقراطيًا موازنًا في العالم.

تلقى المئات من الصحفيين والموظفين الآخرين في VOA، «صوت أمريكا»، وراديو آسيا الحرة، وراديو أوروبا الحرة، وغيرها من المنظمات، رسالة بريد إلكتروني في نهاية هذا الأسبوع لإبلاغهم بأنه سيتم منعهم من الوصول إلى مكاتبهم. كما طُلب منهم إعادة بطاقاتهم الصحفية وهواتفهم المهنية وغيرها من المعدات.

يأتي هذا الإعلان، الذي تعرض لانتقادات شديدة من قبل منظمات الدفاع عن حرية الصحافة، في أعقاب مرسوم أصدره الرئيس الجمهوري دونالد ترامب يصنف الوكالة الحكومية التي تشرف على هذه الوسائل الإعلامية (USAGM) ضمن «العناصر غير الضرورية في البيروقراطية الفيدرالية».

في أعقاب ذلك، كتبت كاري ليك، المؤيدة المتحمسة لدونالد ترامب، والتي عينها في منصب مستشارة في USAGM بعد هزيمتها في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في ولاية أريزونا، في رسالة بريد إلكتروني أن الإعانات الفيدرالية لهذه الوسائل الإعلامية «لم تعد من أولويات» الوكالة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.