
في كلمات قليلة
أفرجت محكمة الاستئناف في باريس عن كريستيان تين، زعيم حركة استقلال كاليدونيا الجديدة، بعد عام من الاعتقال الاحتياطي. كان تين قيد التحقيق في دوره المزعوم في أعمال الشغب العنيفة التي شهدتها الجزيرة عام 2024، بينما يؤكد محاموه براءته ويعتبرونه سجينًا سياسيًا.
قررت محكمة الاستئناف في باريس يوم الخميس إطلاق سراح كريستيان تين، الشخصية البارزة في حركة استقلال كاليدونيا الجديدة، بعد أن قضى عامًا في الحبس الاحتياطي.
كان تين معتقلاً في فرنسا منذ عام كجزء من التحقيق في أعمال الشغب الدامية التي هزت كاليدونيا الجديدة في ربيع عام 2024. أسفرت تلك الاضطرابات عن مقتل 14 شخصًا، بينهم اثنان من الدرك، وتسببت في خسائر مادية تجاوزت ملياري يورو.
رحب محامي تين، الأستاذ فرانسوا رو، بالقرار، قائلاً: «لقد دخل هذا الملف تاريخ كاليدونيا الجديدة، وتاريخ عملية إنهاء الاستعمار فيها، ولا يسعني إلا أن أعبر عن سروري لأن القضاة فهموا أخيرًا جوهر القضية.»
ظهر كريستيان تين خلال الجلسة عبر الفيديو من مركز الاحتجاز في مولوز-لوتيرباخ (أوت رين). تعهد بالاستجابة لجميع استدعاءات العدالة والإقامة مع شريكته في الألزاس. وُضع تين تحت الرقابة القضائية، ومُنع من العودة إلى كاليدونيا الجديدة أو الاتصال بالمتهمين الآخرين في القضية.
يُعرف تين بأنه رئيس خلية تنسيق العمل الميداني (CCAT)، وهي منظمة يشتبه القضاء في أنها كانت وراء أعمال الشغب التي اندلعت في 13 مايو 2024. يؤكد تين أنه دعا إلى التحركات، لكنه يصف نفسه بـ «السجين السياسي».
كانت النيابة العامة قد طالبت بإبقائه في الحبس الاحتياطي، معتبرة ذلك «الوسيلة الوحيدة لتجنب التواطؤ الاحتيالي» ولضمان مثول السيد تين، الذي وصفته بأنه «المحرض» الذي أصدر «التعليمات»، أمام قضاة التحقيق. على النقيض من ذلك، قال الأستاذ فلوريان ميديكو، المحامي الثاني لكريستيان تين، إن «الملف فارغ»، وإن القضاة الثلاثة قرروا بالإجماع إطلاق سراحه.
أكد ميديكو: «لا يُلام السيد تين إلا على خطابات سياسية ونضالية. لم يدعُ قط إلى حمل السلاح أو العنف أو المساس بمصالح الدولة.» وفقًا للمحامي، لم يكشف تحليل هاتفه المحمول عن أي «دعوات لتجمعات مسلحة أو أعمال عنف»، بل وثائق سياسية فقط. وأضاف أن السيد تين وجبهة الكاناك الاشتراكية للتحرير الوطني (FLNKS) دعوا دائمًا إلى الهدوء وحاولوا السيطرة على تحرك فاق توقعاتهم. يرى ميديكو أن الاضطرابات في كاليدونيا الجديدة كانت «علامة على ضائقة اجتماعية» يتم «البحث عن كباش فداء» بسببها. أعرب الأستاذ رو عن أسفه قائلاً: «أن نرى أنصار الاستقلال يُعامَلون كإرهابيين...»
وكان قضاة التحقيق الثلاثة الذين يحققون في أعمال الشغب الدامية في باريس قد أمروا في 3 يونيو بإطلاق سراح كريستيان تين تحت الرقابة القضائية، بعد أيام من استجوابه. وذكر مصدر مطلع أنهم رأوا في هذه المرحلة من الإجراءات أنه لم يُثبت أن كريستيان تين أو غيره من المتهمين خططوا لتجمع مسلح أو جماعة عنيفة. لكن النيابة استأنفت القرار (référé-détention)، مما أجبر الناشط على البقاء معتقلاً حتى جلسة الاستئناف يوم الخميس، حيث أكدت المحكمة قرار القضاة.
تعتبر النيابة العامة، على العكس، أن كريستيان تين لعب دورًا محوريًا كمحرض على خطة عمل عنيفة ضد الدولة تتكون من ثلاث مراحل، تهدف إلى زعزعة استقرار الشركات والمتاجر والإدارات والخدمات الحكومية من خلال ارتكاب العديد من الاعتداءات على الممتلكات والأشخاص.
كما أطلقت محكمة الاستئناف سراح ثلاثة نشطاء آخرين من الحركة الاستقلالية كانوا معتقلين في فرنسا: ديميتري كينيجي، غيوم فاما، وإروان ويثيان، وأكدت إطلاق سراح رابع وهو ستيف أوني.
خلال الجلسة، تحدث النشطاء ومحاموهم عن ظروف نقلهم بالطائرة إلى فرنسا بعد توجيه الاتهام إليهم. صرح ستيف أوني، الذي كان يحضر الجلسة وهو طليق وبدا متأثرًا بوضوح: «لمدة ثلاثين ساعة، تم إذلال كرامتنا إلى أقصى حد.»