
في كلمات قليلة
يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في اتخاذ موقف موحد تجاه الصراعات في الشرق الأوسط، وسط انقسامات حول قضايا إسرائيل وإيران وغزة. في ظل احتمال تدخل أمريكي ضد طهران، يخشى الاتحاد الأوروبي من زعزعة الاستقرار ولا يجد نداءاته للحل الدبلوماسي آذانا صاغية.
يستمر الاتحاد الأوروبي في إظهار عجزه وانقساماته العميقة فيما يتعلق بالأزمات في الشرق الأوسط، سواء كانت الحرب المستمرة في غزة أو التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران. ويتفاقم شعور الشلل داخل الاتحاد الأوروبي في ظل احتمال تدخل عسكري أمريكي محتمل ضد طهران.
على الرغم من دعوات الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل دبلوماسي للوضع، إلا أن هذه الأصوات تظل غير مسموعة عمليا على الساحة الدولية. وتصبح الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول سياسات الشرق الأوسط أكثر وضوحا في سياق المواجهة بين إيران وإسرائيل.
يعرب مسؤولون رفيعو المستوى في الدبلوماسية الأوروبية عن قلقهم البالغ إزاء تطورات الأوضاع. وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعليقاً على الوضع بعد قمة مجموعة السبع (G7)، من الضربات العسكرية الخارجية، قائلاً إن "أولئك الذين يؤمنون بإنقاذ بلد بالقنابل من الخارج كانوا دائما على خطأ".
وأشار ماكرون إلى عواقب التدخلات السابقة، مثل العمليات في العراق (2003) وليبيا، محذراً من خطر "الفوضى" و"زعزعة الاستقرار الإقليمي". موقفه هذا يتناقض مع تصرفات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أفادت تقارير بأنه غادر قمة مجموعة السبع من أجل "دراسة خياراته" بشأن التدخل العسكري المحتمل ضد إيران.
كما تؤثر التوترات حول إيران على السياسة الداخلية الأمريكية. هناك انقسامات داخل الولايات المتحدة حتى بين الجمهوريين حول دعم التدخل العسكري ضد طهران، على الرغم من الدعم القوي تقليدياً لإسرائيل.
الأحداث الأخيرة، بما في ذلك استخدام إيران للطائرات المسيرة والصواريخ رداً على أعمال إسرائيل، تؤكد تعقيد وتعدد جوانب التصعيد الحالي، والذي لا تزال أوروبا غير قادرة على تطوير استراتيجية موحدة وفعالة في مواجهته، وتبقى في الأساس مجرد متفرج عاجز.