
في كلمات قليلة
البرلمان الإيراني يعمل على مشروع قانون للانسحاب المحتمل من معاهدة عدم الانتشار النووي. تأتي هذه الخطوة عقب هجمات إسرائيلية حديثة وتزيد من التوتر في المنطقة.
يستعد البرلمانيون الإيرانيون لدراسة مشروع قانون قد يمهد لانسحاب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). تأتي هذه الخطوة بعد هجمات حديثة، وصفها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأنها استهدفت مواقع نووية، بما في ذلك مجمع نطنز.
ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، فإن مشروع قانون بهذا الشأن في مراحل العمل الأولية بعد ما وصفها بالهجمات الإسرائيلية. أوضح بقائي أن القرار المناسب سيتخذ في ضوء التطورات الأخيرة، وسيكون هناك تنسيق لاحق مع البرلمان. وأكد مجدداً على موقف طهران الرسمي الرافض لتطوير أسلحة نووية.
معاهدة عدم الانتشار النووي، التي صادقت عليها إيران عام 1970، تمنع الدول غير الحائزة على الأسلحة النووية من امتلاكها، لكنها تضمن حقها في تطوير الطاقة النووية المدنية. انسحاب إيران المحتمل من هذه المعاهدة، التي تُعد حجر الزاوية في مراقبة الأسلحة النووية عالمياً منذ 57 عاماً، يمثل تصعيداً كبيراً. سيفتح ذلك الباب رسمياً أمام إمكانية امتلاك إيران قدرات نووية عسكرية، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً.
على الرغم من نفي إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية وإشارتها إلى فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي عام 2005 التي تحرم الأسلحة النووية، فقد زادت طهران بشكل كبير من مخزونها من اليورانيوم المخصب بمستويات أعلى، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (JCPOA) عام 2018. قبل أيام، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) عن "قلقها الشديد" إزاء "التراكم السريع لمثل هذه المواد من قبل إيران" وعدم إظهارها "تعاوناً كاملاً وصريحاً مع الوكالة".
وانتقد إسماعيل بقائي بشدة نص قرار الوكالة الأخير، قائلاً إن من صوتوا لصالح هذا القرار "مهدوا الطريق للهجوم [الإسرائيلي]". وأضاف أن مثل هذه الإجراءات "تؤثر بطبيعة الحال على القرارات الاستراتيجية للدولة". كما وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "النظام الصهيوني" بأنه الوحيد الذي يمتلك أسلحة دمار شامل في المنطقة.
انسحاب إيران من معاهدة عدم الانتشار سيكون خطاً أحمر للعديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة. حتى الآن، لم تستبعد إدارة دونالد ترامب المفاوضات مع طهران، لكن بشرط منع تخصيب اليورانيوم. خطوة طهران المحتملة قد تكون تصعيداً مفرطاً، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي عام 2018.
ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن البرلمان لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن الانسحاب من المعاهدة بعد، وأن المقترح في المراحل الأولية للعملية القانونية. يبقى مدى تحقق هذا التهديد من قبل طهران محل ترقب.