أزمة نقص الأدوية تضرب أوروبا: كيف يهدد انقطاع الإمدادات حياة ملايين المرضى؟

أزمة نقص الأدوية تضرب أوروبا: كيف يهدد انقطاع الإمدادات حياة ملايين المرضى؟

في كلمات قليلة

تستمر أزمة نقص الأدوية في أوروبا، حيث لا يزال حوالي 400 صنف دوائي غير متوفر. الأزمة تؤثر على جميع التخصصات، بما في ذلك الأدوية النفسية، وقد أدت إلى عواقب وخيمة، مثل حالة انتحار بسبب استبدال دواء حيوي بطيء المفعول بتركيبة بديلة. الأطباء يحذرون من خطورة اللجوء إلى البدائل غير المضمونة.


على الرغم من الانخفاض الطفيف في عدد حالات نقص الأدوية المسجلة منذ منتصف عام 2023، لا تزال أزمة انقطاع الإمدادات تشكل تهديداً خطيراً للصحة العامة في أوروبا. ففي نهاية عام 2024، كان هناك ما يقرب من 400 صنف دوائي غير متوفر في المخزون، مما يضع حياة ملايين المرضى في خطر.

تُظهر الإحصائيات أن ما يقرب من أربعة من كل عشرة أشخاص واجهوا نقصاً في الأدوية خلال عام 2024. هذه الظاهرة واسعة النطاق ولا تقتصر على فئة علاجية واحدة، بل تطال جميع التخصصات الطبية، من أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي وصولاً إلى الأدوية النفسية.

خلف مصطلحات "نقص" و"بدائل"، تكمن قصص إنسانية مأساوية. يصف الدكتور ديفيد غوريون، وهو طبيب نفسي في باريس، عواقب هذه الأزمة قائلاً: "لديّ مريض يعاني من اضطراب ثنائي القطب كان مستقراً تماماً بفضل الليثيوم والكويتيابين بطيء المفعول. لكن بسبب نقص هذا الدواء، اضطر لتناول تركيبة صيدلانية بديلة مُعدّة خصيصاً. بعد ثلاثة أسابيع، أقدم الشاب على الانتحار".

ويؤكد الدكتور غوريون أن الكيمياء الدماغية معقدة للغاية، وأن استبدال دواء بطيء المفعول بآخر فوري المفعول هو "لعب بالنار". ويضيف أنه يواجه شهرياً ما بين أربعة إلى خمسة مرضى يدخلون المستشفى في حالات حادة بسبب عدم توفر أدويتهم الأساسية.

وتدفع الصحة العقلية ثمناً باهظاً لهذه الأزمة، لكن الأدوية الحيوية الأخرى، مثل تلك المستخدمة لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي، تعاني أيضاً من ضغوط شديدة في الإمدادات. هذه التحديات تضع ضغطاً هائلاً على الأطباء والصيادلة الذين يضطرون للبحث عن بدائل قد لا تكون بنفس الفعالية أو الأمان، مما يزيد من تعقيد الرعاية الصحية للمرضى المزمنين.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.