
في كلمات قليلة
تستعد باريس لتطبيق خطة تجريبية لحماية المشردين من موجة الحر الشديدة المتوقعة. تتضمن الخطة تعزيز فرق المساعدة في الشوارع، توزيع لوازم أساسية مثل المياه والملابس الخفيفة، وتوفير الوصول إلى أماكن باردة ومرافق صحية.
مع توقع ارتفاع درجات الحرارة لتتجاوز 35 درجة مئوية اعتبارًا من يوم السبت، تستعد السلطات في باريس لتفعيل خطة تجريبية تسمى "الحر الشديد". تم تصميم هذه الخطة، التي تحاكي خطط الطوارئ المستخدمة في الأجواء الباردة، لتعزيز حماية المشردين وغيرهم من الفئات الضعيفة خلال فترات الحرارة المرتفعة.
يهدف هذا الاختبار، وفقًا لمسؤولي بلدية باريس، إلى إنشاء خطة قوية وفعالة قدر الإمكان لمواجهة موجات الحر في السنوات القادمة. تعتبر هذه الإجراءات ضرورية لحماية السكان الأكثر ضعفاً، وخاصة أكثر من 3500 شخص يعيشون في شوارع العاصمة، من الآثار الخطيرة لتغير المناخ والحرارة الشديدة.
تتكون خطة "الحر الشديد" من أربعة مستويات بناءً على درجات الحرارة المتوقعة ليلاً ونهارًا، تبدأ من "اليقظة الموسمية" وتصل إلى "الحرارة القصوى". يتم تفعيل المستويات المختلفة من قبل إدارة المحافظة بالتنسيق مع الوكالة الإقليمية للصحة.
عند تفعيل المستويات العليا، يتم تعزيز جهود الخدمات الاجتماعية بالشراكة مع المنظمات غير الحكومية مثل الصليب الأحمر ومنظمات الإغاثة الأخرى. يلعب المتطوعون دورًا حاسمًا، لا سيما خلال العطلات الصيفية حيث قد تنخفض بعض الخدمات المعتادة. يقومون بتكثيف الدوريات للبحث عن الأشخاص الأكثر ضعفًا وتقديم المساعدة لهم.
يعتبر المشردون عرضة بشكل خاص للمخاطر الصحية خلال موجات الحر، حيث يجدون صعوبة في إيجاد أماكن مظللة أو الحصول على كميات كافية من المياه. يتفاقم هذا الخطر بسبب الحالة الصحية العامة لهذه الفئة، والتي غالبًا ما تكون متقدمة في السن أو تعاني من أمراض مزمنة تتفاقم مع الحرارة. للأسف، تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 1500 مشرد لقوا حتفهم في الشوارع خلال فصل الصيف في فرنسا بين عامي 2012 و2023.
تشمل الإجراءات المحددة في الخطة تمديد ساعات عمل فرق المساعدة في الشارع حتى منتصف الليل، وحشد المزيد من فرق المتطوعين للمراقبة الدورية للأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم الأكثر ضعفًا. يتم خلال هذه الدوريات تقديم الماء بانتظام، والسؤال عن مدى حصولهم على الطعام، وتوزيع "حقائب الحرارة" عند الإمكان.
ضمن إطار التجربة، سيتم توزيع "حقائب الحرارة" في المناطق التي تشهد تمركزاً كبيراً للمشردين، مثل منطقة ريفولي-ليه هال. تحتوي هذه الحقائب على زجاجات مياه ومعلومات حول "جزر البرودة" المتاحة، وهي أماكن يمكن اللجوء إليها هربًا من الحرارة (مثل الكنائس، الحدائق العامة، المتاحف المكيفة). قد تشمل الحقائب أيضًا ملابس خفيفة وأحذية صيفية، حيث غالبًا ما يرتدي المشردون ملابس غير مناسبة للطقس الحار، مما يزيد من تأثير درجات الحرارة على صحتهم.
أخيرًا، في حالة إعلان حالة تأهب قصوى لموجة الحر، تعتزم بلدية باريس تمديد ساعات عمل مراكز الاستقبال اليومي للمشردين، بالإضافة إلى ضمان فتح عدد كافٍ من الحمامات العامة البلدية للسماح للمشردين بالانتعاش والاستحمام.