باتريك سيباستيان: "اليوم، أن تكون رجلًا وأبيض، فهذا مدعاة للشك" - جدل في فرنسا

باتريك سيباستيان: "اليوم، أن تكون رجلًا وأبيض، فهذا مدعاة للشك" - جدل في فرنسا

في كلمات قليلة

الفنان الفرنسي باتريك سيباستيان يعبر عن قلقه في حوار تلفزيوني قائلاً إن كونه رجلاً وأبيض أصبح مدعاة للشك في فرنسا اليوم. تطرق لإنهاء خدمته في التلفزيون العام وانتقد النقاش حول الهوية في المجتمع الفرنسي.


أثار الفنان ومقدم البرامج التلفزيونية الفرنسي الشهير، باتريك سيباستيان، جدلاً واسعاً بتصريحات أدلى بها خلال ظهوره على قناة CNews الفرنسية، حيث تحدث عن رؤيته للقيم الفرنسية المعاصرة وقضايا الهوية.

في برنامج "Face à l’info"، المعروف بأسلوبه المباشر أحياناً، شارك سيباستيان أفكاره حول التغييرات التي يراها في المجتمع الفرنسي.

ورداً على سؤال حول "القيم المفقودة في فرنسا"، بدأ سيباستيان بانتقاد المصطلحات المستخدمة لوصف الهوية، مثل "الفرنسيين الأصليين" و"نهاية العرق".

قال الفنان: "أردت العودة إلى ما سمعته عن ’الفرنسيين الأصليين‘، و’نهاية العرق‘. لدي ثلاثة أطفال متبقين، اثنان منهم بيض وابنتي مختلطة العرق. أجد صعوبة في شرح لاثنين من أطفالي ’أنتم نهاية العرق‘، وشرح للآخر ’أنتِ متفوقة‘. هذا لا يستقيم."

وتحدث عن نشأته في الريف القائمة على قيم مثل المشاركة والتسامح. وأضاف: "هذه ثقافتي." وشدد على أنه يدعم مجتمع الميم ويقبل الجميع.

ولكن، على الرغم من ذلك، قال إنه يشعر بالإقصاء من المجتمع الذي يدعو لمحاربة الإقصاء ولكنه يقصيه هو نفسه. وأضاف: "من الجيد قبول كل الاختلافات، ولكن اقبلوا اختلافي أيضاً. هنا، لم أعد أشعر وكأنني في بيتي تقريباً."

وجاء التصريح الأكثر إثارة للجدل عندما تطرق إلى إنهاء خدمته في التلفزيون العام الفرنسي (France Télévisions).

قال سيباستيان: "لم أكن أعرف عندما كنت صغيراً أنه في يوم من الأيام سألام على كوني أبيض. لقد تم طردي من الخدمة العامة قائلين: ’هناك عدد كبير جداً من الرجال البيض الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عاماً‘. كوني رجلاً ليس خطئي، وكوني أبيض ليس خطئي، وكون عمري أكثر من خمسين عاماً ليس خطئي. هذا يصدمني."

وتابع قائلاً: "اليوم، أن تكون رجلاً وأبيض، فهذا مدعاة للشك، بينما أنا لست مشبوهاً على الإطلاق. أنا متسامح ومنفتح على كل شيء." كما انتقد سيباستيان إدارة France Télévisions، مشيراً إلى أنها تسعى لإظهار فرنسا كما تريدها أن تكون، وليس كما هي عليه. "هل هذا يعني أنهم سيفرضون علينا طريقة حياتنا؟ ماذا سنخلق؟ عرقاً متفوقاً؟ هذا مخيف، هذه الكلمات ترعبني أنا..."

لقد أثارت تصريحات باتريك سيباستيان نقاشاً واسعاً في وسائل الإعلام الفرنسية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، مسلطة الضوء على قضايا الهوية، والتسامح، والتمثيل في الإعلام، وهي مواضيع تهم العديد من الأشخاص الذين يعيشون في فرنسا بغض النظر عن أصولهم.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.