بعد 130 عاماً من إدانته: فرنسا تبحث ترقية القبطان ألفريد دريفوس إلى رتبة جنرال لواء فخرياً

بعد 130 عاماً من إدانته: فرنسا تبحث ترقية القبطان ألفريد دريفوس إلى رتبة جنرال لواء فخرياً

في كلمات قليلة

تبحث فرنسا ترقية القبطان ألفريد دريفوس إلى رتبة جنرال لواء بعد وفاته، وذلك بعد 130 عاماً من إدانته ظلماً. القضية تعد رمزاً لمكافحة معاداة السامية وتصحيح الأخطاء التاريخية.


بعد مرور أكثر من قرن على إدانة القبطان ألفريد دريفوس بتهمة الخيانة، تعود فرنسا لتصحيح خطأ تاريخي كبير. يؤكد حفيده، شارل دريفوس البالغ من العمر 98 عاماً، على أهمية هذه الخطوة لـ«إظهار ما يمكن أن تسببه معاداة السامية».

تدرس لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية الفرنسية مشروع قانون يقترح ترقية ألفريد دريفوس بعد وفاته إلى رتبة جنرال لواء. يتكون النص الذي قدمه غابرييل أتال، رئيس كتلة نواب حزب «النهضة» الحاكم، من مادة واحدة فقط تنص على أن: «الأمة الفرنسية، التي تعشق العدالة ولا تنسى، ترفع، بعد وفاته، ألفريد دريفوس إلى رتبة جنرال لواء». وقد تم إيداع نص مماثل في مجلس الشيوخ سابقاً.

تجدر الإشارة إلى أن القبطان الألزاسي ألفريد دريفوس كان قد أدين في عام 1894 بتهمة التجسس لصالح ألمانيا وحكم عليه بالخيانة والنفي إلى جزيرة الشيطان في غويانا الفرنسية. استندت هذه الإدانة إلى اتهامات باطلة غذتها موجة قوية من معاداة السامية كانت متجذرة بعمق في المجتمع الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر.

يعبر شارل دريفوس عن أسفه لعدم حصول هذه الترقية في حياة جده، قائلاً: «لا يسعني إلا أن أندم على أن هذه الترقية لم تتم في حياته». ورغم إعادة تأهيل ألفريد دريفوس في عام 1906، فإن السنوات الخمس التي قضاها في جزيرة الشيطان لم تؤخذ أبداً في الاعتبار عند تقدمه في مسيرته العسكرية، التي أنهاها برتبة مقدم احتياطي، وهي بعيدة جداً عما كان يمكن أن يحصل عليه.

بعد 90 عاماً من وفاة الضابط، الذي توفي في 12 يوليو 1935، تُعد هذه اللفتة التصالحية التي بادر بها البرلمانيون رمزاً قوياً في نظر شارل دريفوس. ويرى أنها خطوة مهمة لـ«إظهار ما يمكن أن تسببه معاداة السامية».

من جانبه، يحلل المؤرخ فيليب أوريول، المتخصص في قضية دريفوس، أن اعتماد مشروع القانون هذا «لا يغلق الباب» أمام رمز أقوى قد يكون إدراج دريفوس في البانتيون (مقبرة عظماء فرنسا). ويضيف: «الفكرة ليست في إدخال لحظة تاريخية إلى البانتيون، بل في إدخال رجل».

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.