بلدية فرنسية تواجه التهجير بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر: "الاستعجال يكلف أكثر بكثير من التوقع المسبق"

ستضطر بلدية ميكلون-لانغلاد، الواقعة في أرخبيل سان بيير وميكلون (إقليم فرنسي في أمريكا الشمالية)، إلى الانتقال بسبب ارتفاع منسوب المياه. فرانك ديتشيفري، رئيس البلدية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 600 نسمة، يؤكد أن "الاستعجال غالباً ما يكلف أكثر بكثير من التوقع المسبق".

تعاني البلدية بشدة من تآكل السواحل وارتفاع مستوى البحر، مما يجعلها عرضة بشكل متزايد للعواصف الاستوائية التي تشتد وتتجه نحو سان بيير وميكلون بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات. أوضح رئيس البلدية، الذي حضر اجتماعاً حول مسائل التآكل في نيس بفرنسا، أن القرار اتخذ لصالح إعادة التوطين الكامل بدلاً من بناء سدود حماية. وقال: "كان هناك حل آخر وهو بناء سدود حول القرية، لكننا لم نختره لأسباب اقتصادية وبيئية. إعادة التوطين تبدو لنا أكثر أماناً واستدامة للمستقبل".

عملية نقل بلدية بأكملها ليست سهلة وتطرح تحديات لوجستية كبيرة. يوضح فرانك ديتشيفري أن لديهم "منشآت كبيرة، مثل محطة كهرباء، محطة معالجة مياه، صالة ألعاب رياضية..."، وسيتطلب نقلها تكلفة كبيرة. ومع أن التكلفة الإجمالية لم تُحدد بعد، إلا أن رئيس البلدية يرى أنها مجدية اقتصادياً وميسورة التكلفة على المدى الطويل.

تستفيد ميكلون-لانغلاد من صندوق "بارنييه" الذي يمول مشاريع الحد من خطر الكوارث الطبيعية، وذلك لوجود "خطر جسيم ووشيك من الغمر البحري بسبب العواصف الاستوائية التي تتزايد قوتها وتصل إلى سان بيير وميكلون، وذلك نتيجة لارتفاع درجة حرارة المحيطات".

يؤكد فرانك ديتشيفري أن عملية نقل بلدية بهذا الشكل هي "الأولى على المستوى الوطني" في فرنسا، ويتوقع أن تكون هذه العملية مثالاً يُحتذى به. وأضاف: "الجميع يراقب ما نفعله وكيف نفعله. لقد أشركنا السكان في تفكيرنا، وأعتقد أن هذا المشروع يمكن تطبيقه في مناطق أخرى أو أن يكون جزءاً من مزيج من الحلول. كل منطقة تحتاج إلى حل خاص بها، وتجربة ميكلون-لانغلاد يمكن أن تساعد"، مشيراً إلى أن العملية حالياً تقوم على أساس التطوع، وليس نزع الملكية الإجباري.