
في كلمات قليلة
أصبحت بطاقات الدفع المسبق PCS تستخدم على نطاق واسع كعملة غير رسمية داخل السجون الفرنسية. يتم تداول أكواد هذه البطاقات بين السجناء لشراء سلع وخدمات ممنوعة، مما يشكل تحديًا للسلطات التي تجد صعوبة في تتبع هذه المعاملات السرية.
بينما يُمنع تداول الأموال النقدية داخل السجون بشكل صارم، اكتشف تحقيق صحفي أن هناك عملة سرية وغير قانونية يتم تداولها في الخفاء داخل السجون الفرنسية. هذه العملة هي عبارة عن أكواد بطاقات الدفع المسبق المسماة PCS.
بطاقات PCS صُممت في الأصل للأشخاص الذين لا يملكون حسابات بنكية أو ممنوعين من التعامل مع البنوك. تشبه هذه البطاقات بطاقات الدفع العادية ولكنها غير مرتبطة بأي حساب مصرفي.
لاستخدامها، يجب إعادة شحن البطاقة، ويتم ذلك غالبًا عن طريق شراء قسائم إعادة شحن تُباع في محلات التبغ.
قسيمة إعادة الشحن هذه عبارة عن قطعة ورقية تحمل كودًا رقميًا من عشرة أرقام يتم شراؤه نقدًا. الكود افتراضي بنسبة 100%، مجهول المصدر، ويصعب تتبعه. نظريًا، لا يجوز تحويله أو التنازل عنه، لكن الواقع داخل السجون مختلف.
أدرك السجناء أهمية قسائم شحن PCS هذه واستغلوا إمكانياتها. بل إنهم يروجون لاستخدامها عبر وسائل التواصل غير القانونية المتاحة لهم.
تتم جميع التعاملات بين السجناء باستخدام PCS. لا يوجد نقد. فقط PCS. إنها الأكثر عملية.
أكد سجين في أحد سجون منطقة إيل دو فرانس أنه يتم استخدام هذه القسائم في كل شيء. يتم شراء القسائم خارج السجن من قبل أشخاص أحرار، غالبًا من الأقارب، الذين يرسلون الأكواد للسجناء عبر الهاتف. يستلم السجين الكود ثم يمرره لمن يشتري منه أي شيء.
نتبادل الأكواد ذات الأرقام العشرة عبر الهاتف أو على قصاصات ورقية أثناء فترات المشي. مقابل الطعام، المخدرات، السجائر، الهواتف.
الأخطر من ذلك، أن هذه القسائم تُستخدم حتى في ابتزاز بعض السجناء. يمكن استهداف سجين يمتلك أموالًا (في شكل أكواد PCS) ويتفاخر بذلك لفرض غرامة عليه.
من جانبهم، يعترف مسؤولو إدارة السجون بالعجز أمام هذه الظاهرة. يتم العثور على هذه القسائم "في كل مكان تقريبًا" داخل أماكن الاحتجاز في فرنسا، لكن لا يمكن فعل شيء لأنهم لا يملكون الوسائل اللازمة للتحقق من مصدرها أو لمن تم الدفع. تمر هذه القسائم "تحت الرادار".
اعترفت وزارة العدل بـ"انتشار" قسائم PCS في السجون، لكنها قالت إنه من المستحيل "تتبعها وإحصاؤها". وأكدت أن مكافحة استخدام الهواتف المحمولة من قبل السجناء لا تزال أولوية، مشيرة إلى أن إنشاء أقسام عالية الأمان يهدف تحديدًا لمكافحة الجريمة المنظمة بمنع التواصل التام بين الداخل والخارج.
شركة CreaCard، التي تُعد رائدة في مجال حلول الدفع المسبق في فرنسا، قالت إنها لم تكن على علم بهذا الاستخدام غير المشروع لمنتجاتها داخل السجون. أكد مديرها العام أن الأنظمة يتم تطويرها باستمرار لمراقبة واكتشاف أي استخدام احتيالي أو مشبوه لخدماتهم.
الوضع يضع الدولة في حرج أيضًا، حيث استثمر بنك الاستثمار العام Bpifrance حوالي 1.5 مليون يورو في شركة CreaCard. صرح البنك بأنه لم يتم إبلاغه بأي استخدام غير قانوني لعرض الشركة، وأنه إذا ثبتت هذه الوقائع، فإنهم "لا يمكنهم إلا إدانة الأفعال المستنكرة" وسيتم اتخاذ القرارات الاستراتيجية اللازمة.
من جانبها، أكدت وحدة الاستخبارات المالية التابعة لوزارة المالية أنها تحقق في استخدام PCS، بما في ذلك الوضع المالي للسجناء.