بولينيزيا الفرنسية: تقرير برلماني فرنسي يحذر من الغضب ويدعو لتسهيل تعويضات التجارب النووية

بولينيزيا الفرنسية: تقرير برلماني فرنسي يحذر من الغضب ويدعو لتسهيل تعويضات التجارب النووية

في كلمات قليلة

قدمت لجنة تحقيق برلمانية فرنسية تقريراً حول التجارب النووية في بولينيزيا الفرنسية، سلّط الضوء على انعدام الثقة والمشاكل الصحية وصعوبة الحصول على تعويضات للمتضررين. يدعو التقرير إلى تسهيل التعويضات ويحذر من تحول "الاستياء إلى غضب".


تم تقديم تقرير لجنة تحقيق برلمانية فرنسية حول سياسة فرنسا للتجارب النووية في بولينيزيا الفرنسية. قدم رئيس اللجنة، ديدييه لو جاك، النائب عن إقليم فينيستير، التقرير إلى الجمعية الوطنية يوم الثلاثاء، مشيراً إلى انعدام الثقة العميق لدى سكان بولينيزيا تجاه الدولة الفرنسية ومراكز التجارب النووية.

وقال ديدييه لو جاك: «الكلمة الرئيسية التي تتكرر هي كلمة 'عدم الثقة': عدم ثقة البولينيزيين تجاه الدولة الفرنسية، وتجاه مركز التجارب في بولينيزيا، وتجاه الكلمة الفرنسية».

اللجنة، التي أجرت 48 جلسة استماع وزيارتين (إلى بولينيزيا وإلى مفوضية الطاقة الذرية)، أبرزت في تقريرها الذي يقع في أكثر من 400 صفحة الأثر البشري الكبير للتجارب النووية التي أجريت على مدى 30 عاماً.

جاء في التقرير: «هناك ما يقرب من 150 ألف شخص، من المدنيين والعسكريين على حد سواء، عملوا في بولينيزيا الفرنسية خلال 30 عاماً حول هذه التجارب النووية. عاد العديد من المحاربين القدامى والعسكريين وأصيبوا بأمراض ظهرت أحياناً بعد سنوات عديدة».

لكن التقرير يشير أيضاً إلى غياب دراسات صحية شاملة.

وأفاد ديدييه لو جاك: «لم تُجرَ قط دراسة وبائية واسعة النطاق لتكون قادرة على تحديد الأمراض التي يعاني منها سكان بولينيزيا بدقة».

وفقاً للتقرير، لا يتم البت إلا في 40٪ من ملفات التعويضات لأن حد الإشعاع الذي تعرضت له الضحايا مقيد للغاية.

ويقترح رئيس اللجنة: «التوصية الرئيسية هي تسهيل التعويضات، وجعلها أسهل وأبسط، وبالتالي إلغاء حد الواحد ملي سيفرت (mSv)، وهو الوحدة التي تسمح بقياس مستوى النشاط الإشعاعي في جسم الإنسان. يجب إلغاؤه. يجب أن نفعل شيئاً مشابهاً لما حدث مع الأسبستوس».

ويشدد على أنه «إذا تعرض شخص للإشعاع في بولينيزيا ويعاني من السرطان، فيجب أن يكون قادراً على الحصول على التعويض».

كما تطرق ديدييه لو جاك إلى السياق التاريخي لتلك الحقبة.

وأوضح: «إنها حقبة أخرى. يجب إعادة وضع الأمور في سياقها. إنها سنوات الستينيات. السرية الدفاعية كانت مشددة للغاية في بلدنا بطبيعة الحال، كنا في بداية الردع النووي والسلاح النووي. كانت فرنسا الدولة الرابعة في العالم التي تمتلك السلاح النووي في ذلك الوقت».

وأعرب النائب عن أمله في أن تساهم أعمال اللجنة في المصالحة.

واختتم ديدييه لو جاك قائلاً: «إذا كان بإمكان لجنة التحقيق هذه أن تساهم في تحقيق بعض التهدئة من خلال توضيحاتها وتوصياتها، فلن نكون قد فشلنا في مهمتنا»، محذراً في الوقت نفسه: «يجب الانتباه لكي لا يتحول هذا الاستياء إلى غضب».

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.