
في كلمات قليلة
قام الرئيس البرازيلي لولا بزيارة إلى فرنسا لبحث اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركوسور مع الرئيس إيمانويل ماكرون. تعارض فرنسا الصفقة بصيغتها الحالية، وتدعو المنظمات الزراعية الفرنسية الرئيس ماكرون إلى التصدي لها وحماية القطاع الزراعي الفرنسي.
يقوم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بزيارة رسمية لمدة يومين إلى فرنسا، حيث يسعى لحشد الدعم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول كتلة ميركوسور في أمريكا اللاتينية. وتعترض باريس على الاتفاقية بصيغتها الحالية.
تأتي هذه الزيارة في سياق من التوترات، المرتبطة بشكل خاص بالرسوم الجمركية الإضافية التي فُرضت سابقاً. وفي خضم هذه المباحثات التجارية، يسعى الرئيس لولا إلى الدفاع عن اتفاقية ميركوسور، التي تجمع الاتحاد الأوروبي مع الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وباراغواي.
من جانبها، تطالب المنظمات المهنية الفرنسية لقطاع الماشية واللحوم (Interbev) بأن يكون الرئيس ماكرون "حازماً للغاية وواضحاً" تجاه الرئيس لولا فيما يتعلق باتفاقية ميركوسور. وصرح باتريك بينيزيت، نائب رئيس Interbev، يوم الخميس 5 يونيو 2025، قائلاً: "نتوقع من الرئيس [إيمانويل ماكرون] أن يكون حازماً للغاية وألا يكون هناك أي غموض تجاه الرئيس لولا" بشأن ميركوسور. وقد حث الرئيس لولا نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على "إبرام" اتفاقية التجارة الحرة بين ميركوسور والاتحاد الأوروبي.
يؤكد ممثلو القطاعات الزراعية الفرنسية - بما في ذلك قطاعات الأبقار والدواجن والحبوب والسكر - أنه لا يمكن التضحية بقطاعاتهم على مذبح الحروب التجارية. ويطالبون بعقد اجتماع عاجل مع إيمانويل ماكرون للضغط إما من أجل تشكيل "أقلية معارضة" (مما يتطلب معارضة أربع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي) أو، في حال عدم النجاح، ممارسة فرنسا لحق النقض (الفيتو). ويذكر باتريك بينيزيت بأن "هذا هو الوقت المناسب لتكون السلطات الفرنسية واضحة جداً، ونحن نفكر في رئيس الدولة الذي نذكّر أنه يمتلك حق النقض؛ هذا الاتفاق يتطلب موافقة الجميع لتجاوز الأقلية المعارضة".
وأضاف نائب رئيس المنظمة المهنية للماشية واللحوم أنه من الجيد "ألا تكون فرنسا وحدها"، حيث توجد دول أوروبية أخرى لا ترغب في هذا الاتفاق. وأكد على ضرورة أن يكون الرئيس ماكرون حازماً ليس فقط تجاه لولا، بل أيضاً تجاه المفوضية الأوروبية التي تملك السلطة لإتمام أو عدم إتمام هذا الاتفاق، ولكنها لا تستطيع ذلك بدون صوت فرنسا.
ويقول بينيزيت إن هذه الاتفاقية "ستُشرّع بشكل قانوني فضيحة" تؤثر على مستقبل الزراعة وتربية الماشية في فرنسا، وعلى السيادة الغذائية، وعلى نموذج الزراعة الذي ترغب فرنسا في اعتماده على المستوى الأوروبي.