دخان حرائق كندا الكبرى يتسبب في تلوث خطير في ليون ومارسيليا بفرنسا

تسببت حرائق الغابات الهائلة المستمرة في كندا منذ منتصف مايو في تدهور كبير في جودة الهواء بالعديد من المناطق في فرنسا. وصل دخان هذه الحرائق الكندية، بعد أن قطع آلاف الكيلومترات عبر المحيط الأطلسي، إلى البلاد، مما أدى إلى حلقة شديدة من تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة والأوزون، متأثراً بشكل خاص ليون ومنطقة بروفانس ألب كوت دازور (PACA) بما في ذلك مارسيليا.

منذ بداية الأسبوع، كانت سماء ليون ملبدة، مما أعطى انطباعاً بالضباب المستمر رغم الطقس الجيد. وفقاً لخدمة مراقبة جودة الهواء المحلية Atmo Auvergne-Rhône-Alpes، فإن الدخان القادم من كندا هو السبب. تحت تأثير ظاهرة جوية خاصة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي (مثل الانقلاب الانحداري)، هبطت سحابة الدخان التي كانت تُنقل على ارتفاعات عالية بشكل مفاجئ إلى الطبقات السفلية، مما أثر بشكل كبير على التركيزات المرصودة.

تنتشر هذه الحرائق الكبرى في كندا بسرعة غير مسبوقة، حيث التهمت بالفعل حوالي 3.5 مليون هكتار من الأراضي - وهي مساحة أكبر قليلاً من بلجيكا.

أدى وصول هذا الدخان إلى زيادة عامة في تركيزات الجسيمات الدقيقة في جميع أنحاء المنطقة، مما تسبب بشكل خاص في تجاوز العتبة التنظيمية اليومية البالغة 50 ميكروغرام/م³ في أحواض ليون وسانت إتيان. كان ذلك كافياً لوضع منطقة ليون في حالة تأهب للتلوث.

الأكثر إثارة للدهشة، أن استيراد الدخان الكندي هذا تسبب أيضاً في زيادة كبيرة في تركيزات الأوزون، مع ملاحظة تجاوز العتبة التنظيمية الساعية البالغة 180 ميكروغرام/م³ في حوض ليون الشمالي-إيزير، وفي وادي الرون، وفي لوار العليا.

تُلاحظ الظاهرة نفسها في منطقة بروفانس ألب كوت دازور (PACA). أصدرت محافظات الأقسام المعنية تحذيراً من تلوث الهواء: تم إعلان مستوى التنبيه الثاني للجسيمات الدقيقة في بوش دو رون (حيث تقع مارسيليا)، ومستوى التنبيه الأول في فوكلوز والألب العليا بروفانس.

من المتوقع أن يختفي الدخان الكندي تدريجياً بين الخميس والجمعة. ومع ذلك، وبفعل رياح جنوبية، قد يظل غبار قادم من الصحراء الكبرى موجوداً في الغلاف الجوي، ومن المتوقع أن تظل جودة الهواء متدهورة.

تستلزم حلقة التلوث هذه توصيات صحية، مثل تجنب الأنشطة البدنية والرياضية الشديدة، والحرص بشكل خاص على الأشخاص الضعفاء أو الحساسين.