دراسة تكشف: 56% من الشباب يندمون على خياراتهم التعليمية والمهنية المبكرة

دراسة تكشف: 56% من الشباب يندمون على خياراتهم التعليمية والمهنية المبكرة

في كلمات قليلة

أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يشعرون بالندم على اختياراتهم الدراسية أو المهنية الأولى. يعود السبب الرئيسي لذلك إلى نقص المعلومات والشعور بأنهم اضطروا لاتخاذ القرار مبكرًا جدًا.


كشفت دراسة حديثة أن أكثر من نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يشعرون بالندم على اختياراتهم الأولية لمسارهم التعليمي أو المهني. هذه النتيجة اللافتة تشير إلى أن 56% من خريجي المدارس والطلاب يتمنون لو كان بإمكانهم تغيير القرار الذي اتخذوه بشأن التخصص الدراسي أو الكلية.

أظهر الاستطلاع أيضاً الأسباب الرئيسية وراء هذا الندم الواسع النطاق. الغالبية العظمى من المشاركين (72%) شعروا أنهم اضطروا لاتخاذ هذا القرار المصيري في وقت مبكر جداً، قبل أن يكونوا مستعدين تماماً لذلك. بينما قال 38% فقط إنهم شعروا بأنهم كانوا على استعداد جيد للاختيار. مشكلة أخرى أساسية هي نقص المعلومات؛ حيث يشير الشباب إلى أنهم لم يحصلوا على معلومات كافية حول الخيارات المتاحة، طبيعة الدراسات، والفرص الحقيقية في سوق العمل.

يشير خبراء الاجتماع الذين حللوا نتائج الدراسة إلى أن مطالبة المراهقين بتحديد مستقبلهم في وقت مبكر يخلق لديهم شعوراً بأن حقهم في الخطأ "تم استنفاده افتراضياً" قبل أن يمتلكوا الأدوات اللازمة لفهم جميع التبعات. بمجرد انخراطهم في مسار معين، يواجهون صعوبات في تغيير هذا المسار. وكما وصف أحد الخبراء الوضع، يشعر الشباب "كأنهم في قطار يسير ولا يمكنهم النزول منه بسهولة"، وهذا المسار سيحدد إلى حد كبير قيمتهم في سوق العمل.

من المثير للاهتمام، أن الشباب يعتمدون بشكل متزايد على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في البحث عن معلومات حول البرامج التعليمية والمهن. ذكر 82% من المشاركين أنهم استخدموا المصادر عبر الإنترنت، ووجد أكثر من نصفهم (51%) أن ذلك كان مفيداً. في المقابل، كان تقييم مستشاري التوجيه المهني في المدارس أقل بكثير؛ حيث قال 59% من الشباب إنهم لا يقدمون مساعدة "حقيقية" أو لا يساعدون على الإطلاق.

ليس من المستغرب أن يكون الشعور الأساسي المرتبط باختيار المسار المستقبلي هو القلق (49%). والأهم من ذلك، أن ما يقلق الشباب أكثر ليس الخوف من عدم النجاح في الدراسة (42%) أو عدم الحصول على درجات عالية (36%)، بل هو الخوف من اتخاذ قرار لن يعجبهم في النهاية (45%).

يقترح الخبراء إيجاد حلول من خلال تحسين خدمات التوجيه المهني وتزويد الشباب بفهم أوسع لسوق العمل. كما يناقشون إمكانية توفير مرحلة تعليمية أولية أعم وأقل تخصصاً بعد المدرسة، لمنح الشباب وقتاً أطول لاتخاذ قرار مستنير.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.