في كلمات قليلة
قدم الأستاذ البارز ديدييه فاسان كتابه "الهروب" الذي يحلل فيه الأشكال المتنوعة للعنف في العالم الحديث. هذا العمل، الذي كتب في ظل أحداث غزة، يدعو إلى فهم الأزمة الأخلاقية العالمية الجارية والسعي لإيجاد سبيل لأمل متجدد.
قبل عام واحد فقط، كتب ديدييه فاسان، الأستاذ البارز، ما يلي: "لقد أحدث القبول بسحق غزة فجوة هائلة في النظام الأخلاقي العالمي. […] أكثر من التخلي عن جزء من الإنسانية، الذي قدمت الواقعية السياسية الدولية أمثلة عديدة حديثة عليه، فإن دعم تدميرها هو ما سيتذكره التاريخ. هذا القبول بتدمير غزة ومذبحة سكانها، والذي يجب أن نضيف إليه اضطهاد سكان الضفة الغربية، سيترك أثراً لا يُمحى في ذاكرة المجتمعات التي ستُحاسب على ذلك".
هذه هي الأسطر الأولى من كتاب "الهروب" (L’échappée) الصادر في سبتمبر 2024 عن دار "لا ديكوفيرت" (La Découverte)، والذي سيبقى بمثابة أرشيف مؤثر يشهد في الوقت الفعلي على جريمة ضد الإنسانية. فاسان، الأستاذ في كوليج دو فرانس، وكذلك المحاضر في جامعة برينستون بالولايات المتحدة، كتب هذا المقال بينما كان يُعد لدورته السنوية القادمة المخصصة لما يكشفه العنف عن العالم.
يُعد كتاب "الهروب"، الذي صدر في 4 سبتمبر عن دار "لا ديكوفيرت"، نتيجة لبحث واسع ومتعدد التخصصات وعالمي النطاق حول هذا العنف الذي يطارد العالم، من جرائم القتل إلى الإبادات الجماعية، ومن قتل النساء إلى الاغتصاب، ومن الحروب الإمبريالية إلى الحروب الأهلية، ومن جرائم الدولة إلى العنف المنزلي. هذا الكتاب الأساسي، الذي كتب في ظل أحداث غزة، هو دعوة لامتلاك ذكاء غضبنا وثوراتنا، لفهم ما يحدث لنا، هذه الكارثة التي لم تعد قادمة بل هي مستمرة، أمام أعين العالم أجمع، لمحاولة إيجاد طريق لأمل متجدد ومبهج.
