فرنسا: الادعاء يطلب السجن 15 عاماً لحفيدة أحرقت جدها المسن حياً... شعار القضية: «عندما تحب، لا تحرق»

فرنسا: الادعاء يطلب السجن 15 عاماً لحفيدة أحرقت جدها المسن حياً... شعار القضية: «عندما تحب، لا تحرق»

في كلمات قليلة

في فرنسا، طالب الادعاء العام بالسجن 15 عاماً لحفيدة متهمة بإحراق جدها البالغ من العمر 95 عاماً والمقعد. القضية تشهد استئنافاً بعد حكم أول مخفف، والنيابة تشدد على بشاعة الفعل وترفض اعتباره "لفتة حب".


في محكمة الاستئناف بمدينة بورغ أون بريس الفرنسية، طالب الادعاء العام بالسجن لمدة 15 عاماً ضد امرأة قامت بإشعال النار في فراش جدها البالغ من العمر 95 عاماً والمقعد، مما أدى إلى وفاته. ويأتي هذا الطلب بنفس المدة التي طالبت بها النيابة في المحاكمة الابتدائية.

المحامي العام إريك مازو شدد على بشاعة الجريمة. وقال الأربعاء: «عندما تحب، لا تحرق»، في إشارة إلى فعل المتهمة البالغة من العمر 33 عاماً، التي أضرمت النار في سرير جدها عام 2020. في المحاكمة الأولى التي جرت في ليون في أكتوبر الماضي، كانت المتهمة قد حكم عليها بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ، مما دفع النيابة العامة إلى استئناف الحكم.

كان المحلفون في المحاكمة الأولى قد أقروا بـ«الصعوبات» التي واجهتها المرأة، التي كانت قريبة جداً من جدها، في التعامل مع «شخص عزيز في نهاية حياته» كانت ترغب في إنهاء معاناته. ويوم الثلاثاء، أكدت المتهمة مجدداً أنها أرادت تخفيف آلام الرجل التسعيني. لكن ممثل النيابة العامة أصر: «لم يمت بهدوء، لم تكن هذه لفتة حب».

المتهمة نفسها، إيميلي ج. البالغة من العمر 33 عاماً، أعربت عن ندمها على فعلتها لكنها لم تستطع تفسيرها. قالت في المحكمة: «لم يمت الموت الذي يليق بحياته» لأن «النار فظيعة، لا إنسانية». ذكرت أنها تندم على ما فعلت دون أن تتمكن من شرحه لمحكمة الجنايات في بورغ أون بريس.

وفقاً لطبيب نفسي أدلى بشهادته، كانت الشابة في حالة «انفصال» أو غياب عن الوعي، كاستجابة لصدمة، مما «أثر على قدرتها على التمييز» وقت ارتكاب الفعل. وأضافت طبيبة نفسية أن شريكها كان قد أبلغها قبل ساعات من المأساة بتركها وكشف عن خيانته، مما «فجر» دافع المتهمة لارتكاب الفعل.

تم إلقاء القبض على إيميلي ج. بعد شهرين من الحادث. في البداية، نفت مسؤوليتها قبل أن تعترف بأنها سكبت وقوداً على السرير «دون أن تنظر»، ثم ألقت ورقة مشتعلة مما أشعل النار. وفقاً لخبير حرائق أدلى بشهادته كشاهد، قامت بـ«سكب دقيق ومحدد» للوقود على السرير، ولم يكن بإمكانها تجاهل العواقب. قال الخبير: «النار تستخدم بشكل منهجي للتدمير، للإخفاء». ردت المتهمة وهي تبكي أمام المحلفين: «لم أكن أريد حرقه. رأيت أنه نائم وقلت لنفسي إنه بالدخان سيموت في نومه». وعند أسئلة المحامي العام إريك مازو، الذي أشار إلى أكاذيبها وتناقضاتها المتعددة خلال التحقيق، أجابت أنها «لا تملك إجابة».

كما أكدت المتهمة وعائلتها، التي تقف معها بقوة، أن الجد الذي كان طريح الفراش لسنوات، شبه أعمى ومجهز بقسطرة بولية، كان «يطلب من الله أن يأخذه» ويطلب «حبة للنوم». لكن الشابة أقرت بأن العائلة كانت «تدفن رأسها في الرمال» فيما يتعلق بحالة الجد. وصفت صدمتها عندما وجدته ذات يوم عند والديها نحيلاً جداً، وقميصه مغطى بالبول الجاف ويستحم في فضلاته. قالت: «لم يكن لديه حفاض، كان عارياً، رأيت العار في عينيه»، وشبهت جسده بـ«صور معسكرات الاعتقال».

من المتوقع صدور الحكم يوم الأربعاء. تواجه الشابة عقوبة السجن المؤبد.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.