
في كلمات قليلة
تستعد الجمعية الوطنية الفرنسية للتصويت على مشروع قانون تاريخي ومثير للجدل يتعلق بـ "المساعدة على الموت". يواجه المشروع معارضة شديدة من فئات مختلفة في المجتمع الفرنسي وسط نقاشات محتدمة.
يستعد البرلمان الفرنسي، وتحديداً الجمعية الوطنية، للتصويت على مشروع قانون يُعتبر تاريخياً ومثيراً للجدل بشدة يتعلق بـ "المساعدة على الموت"، والذي يشمل كلاً من القتل الرحيم والانتحار بمساعدة طبيب. ومن المتوقع أن يحسم النواب يوم الثلاثاء (يوم التصويت) الجدل الدائر حول هذا النص الحساس للغاية، الذي يمس جوانب إنسانية، طبية وفلسفية عميقة.
بعد أسبوعين من النقاشات البرلمانية المكثفة، يُتوقع أن يُمنح التشريع الذي يفتح الباب أمام "المساعدة الفعالة على الموت" الموافقة للمرة الأولى من قبل البرلمانيين الفرنسيين، وهو ما يمثل نقطة تحول كبيرة. لكن هذه الخطوة ستكون المرحلة الأولى فقط؛ حيث سيتعين لاحقاً مراجعة النص في مجلس الشيوخ (غالباً في أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر)، ثم إجراء قراءة ثانية في كلتا الغرفتين التشريعيتين.
إلى جانب هذا المشروع، سيصوت النواب أيضاً على نص منفصل مخصص حصراً للرعاية التلطيفية، والذي يُتوقع أن يتم اعتماده بالإجماع. ومع ذلك، يظل التركيز الأكبر والجدل محتدماً حول قانون المساعدة على الموت، الذي لا يتعلق بمرافقة الشخص في لحظاته الأخيرة، بل بمنح إمكانية الوصول الطبي إلى إنهاء الحياة.
يواجه مشروع القانون معارضة قوية من فئات متنوعة في المجتمع الفرنسي. فقد عبر نواب وسياسيون عن رفضهم، بالإضافة إلى زعماء دينيين (بمن فيهم تسعة مسؤولين دينيين في منطقة إيل دو فرانس وجهوا رسالة مفتوحة للبرلمانيين يطالبونهم بعدم التصويت لصالح القانون)، ومهنيين في قطاع الصحة (أكثر من 600 طبيب نفسي وأخصائي نفسي حذروا من تداعيات القانون)، ونشطاء حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وممثلين عن منظمات مجتمع مدني مختلفة.
ترتكز مخاوف المعارضين على عدة نقاط، منها الخطر المتمثل في "انقطاع أنثروبولوجي"، والقلق من أن الأشخاص الأكثر ضعفاً قد يلجأون إلى المساعدة على الموت لأسباب مادية أو اجتماعية، إضافة إلى المخاوف من توسيع معايير الأهلية لتشمل "المعاناة النفسية". كما أُقيمت وقفة احتجاجية بعنوان "سهرة من أجل الحياة" في كاتدرائية نوتردام بباريس، شارك فيها ألفا شخص للتعبير عن تمسكهم بكرامة الحياة البشرية في جميع حالات ضعفها.
ويشير معارضو القانون إلى أن النص بصيغته الحالية يفتح الباب لتطبيق واسع النطاق لما يُعرف بـ "الحق في الموت"، محذرين من تداعياته على منظومة الرعاية الصحية وقيم المجتمع.