
في كلمات قليلة
تعرضت ممرضة لاعتداء عنيف من قبل شخص مرتبط بتجارة المخدرات قرب ليون بفرنسا، بينما كانت تزور مريضاً في منطقة حساسة. الحادث يسلط الضوء على تزايد العنف ضد العاملين في القطاع الصحي في هذه المناطق.
تعرضت ممرضة محترفة تعمل منذ عدة سنوات في فينيسيو، وهي منطقة حساسة تقع بالقرب من ليون، لاعتداء وحشي. هاجمها شاب كان يراقب مدخل برج سكني، حيث كانت الممرضة في زيارة لرعاية مريض. وقع الحادث يوم السبت الماضي.
وفقاً لمعلومات أكدتها مصادر مقربة من الملف، فإن الاعتداء وقع عند مدخل المبنى رقم 8 بشارع فلاديمير كوماروف، وهو موقع معروف في الحي بنشاط تجارة المخدرات. الممرضة، التي تعرف المنطقة جيداً رغم أنها كانت المرة الأولى التي تزور فيها هذا المبنى تحديداً، استخدمت المصعد للصعود إلى المريض. عندها، اعترضها الشاب الذي كان يراقب المدخل. حسب روايتها، شك المهاجم في أنها تعمل مخبرة للشرطة.
بعد انتهائها من زيارة المريض، نزلت الممرضة والتقت بالمهاجم مرة أخرى. كان الشاب، الذي تفوح منه رائحة الكحول، يبدو مهدداً. دفعته الممرضة محاولةً الهروب، لكنها تعرضت لوابل من الضربات رداً على ذلك. انهالت عليه ضربات قدميه وقبضتيه، وسحبها من شعرها، لكنها تمكنت من الرد بضربة في منطقة حساسة وحاولت الفرار. لاحقها المهاجم وضربها مرة أخرى بعصا. تدخل ابن المريضة في محاولة للدفاع عن الممرضة، لكنه تلقى ضربة بالرأس.
تمكنت الشرطة من اعتقال المشتبه به، ولكن بصعوبة كبيرة. قاوم الشاب بشدة، واضطرت الشرطة لاستخدام مسدس الصعق الكهربائي نظراً لعنفه تجاههم. في النهاية، احتاج الأمر إلى خمسة ضباط للسيطرة على المهاجم، الذي كان قد عاد للجلوس بهدوء على كرسيه بعد الاعتداء.
الممرضة أصيبت بجروح تتطلب علاجاً لمدة 8 أيام (إصابة أدت إلى تعطيل كلي مؤقت عن العمل لمدة 8 أيام). المهاجم، المعروف لدى الشرطة باحتلال مداخل المباني في هذا الحي ولديه إدانات سابقة، وضع رهن الاحتجاز بعد إلغاء عقوبة سابقة مع وقف التنفيذ. كان من المقرر محاكمته فوراً يوم الاثنين، لكنه طلب مهلة لإعداد دفاعه، وتم تأجيل الجلسة إلى 22 يوليو. لا يزال المتهم محتجزاً في انتظار المحاكمة، ويواجه أيضاً شكاوى من ابن المريضة ومن ضباط الشرطة.
أثارت هذه الموجة من العنف صدمة واسعة، حتى بين المنتخبين والمسؤولين السياسيين. أعرب وزير الصحة عن دعمه الكامل للممرضة وندد بالاعتداء ووصفه بأنه «غير مقبول». واتخذ نائب المنطقة موقفاً مماثلاً. أكدوا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الطاقم التمريضي للعنف الجسدي أو اللفظي، وأن الوضع غير طبيعي عندما لا يمكن التجول بأمان في بعض المباني. على سبيل المثال، تخلت منظمة SOS Médecins عن التدخل في هذا الحي، مثل مناطق أخرى في التجمع السكني، بعد تعرض موظفيها لاعتداءات.
يقول سيمون بولي، رئيس النقابة الوطنية للممرضات والممرضين المستقلين في منطقة الرون: «هذه الاعتداءات تتزايد في الآونة الأخيرة. إبلاغ الممرضين عن تعرضهم للضرب أمر شائع. نقدر أن حوالي 40% من المهنيين العاملين تعرضوا لذلك بالفعل. طبيب تعرض للاعتداء في فينيسيو هذا الشتاء». أعلن وزير الصحة عن سياسة «لا تسامح مطلقاً مع من يعتدون على من يقدمون الرعاية»، مؤكداً أن هدفه هو «تحقيق تحول حاسم في مكافحة هذا العنف». أشار الوزير إلى تصويت مجلس الشيوخ في بداية الشهر على قانون يهدف إلى تعزيز العقوبات الجنائية ضد المعتدين على العاملين في قطاع الصحة.