فرنسا: مجموعة المولودين مجهولين تطالب بتغيير قانون الولادة المجهولة لضمان حق الطفل في معرفة أصوله

فرنسا: مجموعة المولودين مجهولين تطالب بتغيير قانون الولادة المجهولة لضمان حق الطفل في معرفة أصوله

في كلمات قليلة

في فرنسا، يطالب تجمع الأشخاص المولودين عبر نظام "الولادة المجهولة" بإصلاح قانوني. ويدعون إلى إلزام الأمهات بترك معلومات عن هويتهن وبياناتهن الطبية لتكون متاحة للأطفال عند بلوغهم، بهدف تأمين حق الأطفال في معرفة أصولهم وجذورهم.


في فرنسا، يتصاعد النقاش حول ممارسة الولادة المجهولة (المعروفة بـ "accouchement sous X")، التي تسمح للنساء بالولادة دون الكشف عن هويتهن. يطالب "تجمع المولودين مجهولين من هنا وهناك" بإصلاح هذا القانون، مقترحين الانتقال إلى نظام "الولادة بسرية"، حيث يتم الحفاظ على السرية الكاملة حتى يبلغ الطفل 18 عامًا، ولكن تُلزم الأم بترك معلومات عنها.

يحظى هذا الموقف بدعم على مستوى رفيع. فقد أشارت المفوضة العليا لشؤون الطفولة، سارة الهايري، إلى ضرورة "فتح النقاش" حول الولادة المجهولة، بهدف التوصل إلى صيغة تتيح للطفل الوصول إلى "جذوره". وأكدت أنها تفضل نموذجًا تلزم فيه الأمهات بتقديم الحد الأدنى من السجلات الطبية.

تعد فرنسا واحدة من الدول الغربية القليلة التي تسمح بالولادة المجهولة بشكل كامل. يولد ما بين 500 و 600 طفل بهذه الطريقة كل عام، ولا يعرفون هوية المرأة التي أنجبتهم. بموجب القواعد الحالية، لا يمكن للأطفال المولودين مجهولين الحصول على هوية أمهم البيولوجية إلا بموافقتها.

يؤكد التجمع، الذي تأسس عام 2024 ويضم 2600 عضو حتى الآن، أن تطور التكنولوجيا، شبكات التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، يجعل الوعد بالسرية مدى الحياة وهمًا. يضرب إريك بيلاردو، أحد مؤسسي التجمع، مثال اختبارات الحمض النووي (DNA)، التي يعتبرها "أداة قوية للغاية" على الرغم من حظرها رسمياً في فرنسا. ومع ذلك، يجريها ما بين 150,000 و 200,000 شخص سنوياً، مخاطرين بغرامة. يقول بيلاردو: "لم يعد بالإمكان أبداً وعد السرية مدى الحياة"، واصفًا الوضع الحالي بـ "النفاق".

يرى التجمع أن الوقت قد حان للتوقف عن "سياسة دفن الرأس في الرمال"، وبدلاً من ذلك يجب "شرعنة"، "تنظيم" و"مرافقة" الواقع الحالي. هم على ثقة بأن "الولادة بسرية" تمثل حلاً متوازنًا بين حق الأم وحق الطفل. في ظل هذا النظام، تظل هوية الأم مجهولة حتى بلوغ طفلها سن الرشد، لكن يجب عليها ترك بيانات هويتها في الملف.

بالإضافة إلى بيانات الهوية، يؤكدون على الأهمية القصوى لترك الأم كل ما يتعلق بالبيانات الصحية. يوضح بيلاردو أن هذه المعلومات ضرورية للطفل فور ولادته لمعرفة تاريخه الطبي.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.