
في كلمات قليلة
نظم مئات الأشخاص في فرنسا مسيرة تكريمية لذكرى هيثم ميراوي، المواطن التونسي الذي قتل في حادث اعتداء عنصري. شارك سكان بلدة بوجيه سور أرجان في المسيرة لتوديع «ابن البلدة» الذي عرف بطيبته وكرمه.
شارك المئات من الأشخاص في مسيرة سلمية ببلدة بوجيه سور أرجان الفرنسية، تكريماً لذكرى هيثم ميراوي، المواطن التونسي البالغ من العمر 46 عاماً، والذي قُتل على يد جاره. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الجريمة وقعت بعد أن وجه الجار إهانات عنصرية للضحية.
المشتبه به في جريمة القتل وُضع قيد التحقيق ووجهت إليه تهمة «الاغتيال الإرهابي للضحية بسبب أصله». انطلقت المسيرة، التي ضمت عدة مئات من المشاركين، حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر من أمام صالون تصفيف الشعر الذي كان يعمل فيه هيثم، وكانت تهدف إلى أن تكون مسيرة غير سياسية.
فوق باقات الزهور البيضاء والشموع، تم لصق عشرات الرسائل على واجهة صالون تصفيف الشعر حيث كان هيثم يعمل. كُتب على إحداها: «لن ننساك». وعلى رسالة أخرى: «كنت ألتقي به كل يوم، سأتذكر ابتسامته وتحياته مدى الحياة». اللافتة الوحيدة التي حملت في مقدمة الموكب كُتب عليها: «طفل بقلب كبير تبنته البلدة».
يشهد العديد من الجيران والأصدقاء بأن هيثم كان شخصاً «لطيفاً»، «خدوماً»، «وديعاً»، وكان غالباً ما يلعب دور الوسيط لفض النزاعات في البلدة. ويؤكد البعض أيضاً على كرم هيثم، مشيرين إلى أنه كان أحياناً لا يتقاضى أجراً على حلاقة الشعر من بعض الزبائن الذين يمرون بضائقة مالية.
«كنت أسكن فوق شقته، وكان جاراً صالحاً، لم تكن هناك أي مشكلة، كان شخصاً لطيفاً، دائماً مستعد للمساعدة»، هكذا أدلى ميكائيل بشهادته، مضيفاً: «فليرقد في سلام». أنطوان، الذي كان يعرف هيثم كـ«شخص رائع»، كان يعرف القاتل أيضاً «بالرؤية»، واصفاً إياه بـ«جندي سابق في الفيلق الأجنبي».
على الرغم من رغبة منظمي المسيرة في أن تكون غير سياسية وصامتة، دون شعارات أو حضور سياسي واضح، إلا أن نقاشات برزت بين المشاركين. كان النقاش يدور، على سبيل المثال، بين ماجد، صديق هيثم وأحد منظمي المسيرة، وفاتيا، التي كانت ترغب في أن يتم التنديد بوضوح بالأفكار العنصرية التي كانت وراء هذه الجريمة.
«الجميع يعرف هذا الرجل، إنه قاتل، إنه عنصري، حتى رئيس البلدية ونوابه والشرطة يعرفونه»، قالت فاتيا غاضبة. «نحن جميعاً نشعر بالغضب الشديد، لكن في الوقت الحالي، الأمر يتعلق بذكرى هيثم»، رد ماجد، مضيفاً: «أنا أحترق من الداخل، والعدالة ستتحقق».
وقع حادث بسيط واحد فقط، قصير جداً، عندما دخل النائب عن حزب LFI من مرسيليا، سيباستيان ديلوغو، المسيرة حاملاً وشاحه الوطني. تم الاعتراض عليه لفظياً من قبل بعض المتظاهرين، لكنه خلع وشاحه في النهاية وحظي بالتصفيق.