فرنسا تبني سجناً شديد الحراسة في غويانا لمواجهة تجار المخدرات والمتطرفين

فرنسا تبني سجناً شديد الحراسة في غويانا لمواجهة تجار المخدرات والمتطرفين

في كلمات قليلة

تخطط فرنسا لافتتاح سجن جديد شديد الحراسة في إقليم غويانا الفرنسية بحلول عام 2028. يهدف السجن إلى عزل كبار تجار المخدرات والمتطرفين كجزء من جهود مكافحة الجريمة المنظمة.


أعلن وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانين، عن خطط لإنشاء مؤسسة إصلاحية جديدة ذات حراسة مشددة في إقليم غويانا الفرنسية، وهو إقليم فرنسي يقع في أمريكا الجنوبية. الهدف الرئيسي من هذا السجن هو احتجاز المجرمين الأكثر خطورة، بما في ذلك كبار تجار المخدرات والسجناء ذوي الفكر المتطرف.

المركز الجديد، المتوقع افتتاحه بحلول عام 2028، سيقع في مدينة سان لوران دو ماروني، بالقرب من الحدود مع سورينام. تبلغ سعته 500 سرير. سيتم التركيز بشكل خاص على نظام احتجاز صارم، حيث سيخصص حوالي 60 سريراً لتجار المخدرات ذوي الخطورة العالية، وحوالي 15 سريراً للسجناء المتطرفين، بمن فيهم الإسلاميون المتطرفون، وفقاً لدارمانين.

قال وزير العدل: «نظام سجن صارم للغاية وهدف واحد: تحييد أخطر عناصر تجارة المخدرات». وأضاف أن استراتيجية مكافحة الجريمة المنظمة بسيطة: ضربها على جميع المستويات، من بداية طريق المخدرات (كما هو الحال في غويانا) إلى زعماء العصابات في فرنسا القارية وحتى المستهلكين. ووصف هذا السجن بأنه سيكون «قفل في الحرب ضد تجارة المخدرات».

مشروع إنشاء أقسام ذات حراسة مشددة في السجون هو موضوع نقاش منذ فترة. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أشار سابقاً إلى ضرورة تغيير نظام سجن تجار المخدرات لمنعهم من إدارة أنشطتهم الإجرامية من خلف القضبان. وقال إن السجن لا يجب أن يكون «مقراً رئيسياً» للمجرمين. اكتسبت هذه الفكرة زخماً جديداً بعد الهجوم المميت على سيارة نقل السجناء في نورماندي في مايو 2024، والذي كان يهدف إلى تهريب زعيم مخدرات معروف (تم القبض عليه لاحقاً في رومانيا).

يعد بناء السجن الجديد في غويانا جزءاً من خطة أوسع لإنشاء أقسام شديدة الحراسة في جميع أنحاء فرنسا، مستوحاة من النموذج الإيطالي لمكافحة المافيا المعروف باسم «41 بيس». الفكرة الأساسية هي عزل السجناء الخطرين تماماً عن العالم الخارجي. يشمل ذلك فترات مشي محدودة وتحت مراقبة مشددة، وزيارات عبر الزجاج (باستثناء حالات قليلة) مع تفتيش إلزامي، وإلغاء وحدات زيارات العائلة، وتقييد المكالمات الهاتفية الخارجية، والتوسع في استخدام مؤتمرات الفيديو لتقليل عمليات النقل.

مشروع القانون لإنشاء هذه الأقسام تم إقراره نهائياً من قبل البرلمان في أواخر أبريل، على الرغم من أن مجلس الدولة أوصى بتقليل مدة الاحتجاز فيها من أربع سنوات إلى سنتين (مع إمكانية التجديد). ومع ذلك، طعن نواب من الأحزاب اليسارية في القانون أمام المجلس الدستوري.

أثار المشروع ردود فعل متباينة. ففي حين رحب ممثلو نقابات موظفي السجون بالمبادرة ووصفوها بأنها «خبر جيد»، أعرب دعاة حماية البيئة والسياسيون اليساريون عن قلقهم. يرون أن الأولويات في غويانا يجب أن تكون مختلفة، وأن إنشاء سجن لسجناء من فرنسا القارية يمثل إشارة رمزية قاتمة إلى تاريخ مستوطنات العقاب سيئة السمعة في كايين.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.