فرنسا تخطط لحظر صيد ثعبان السمك وتخشى تأثير ذلك على اقتصاد الموانئ: قلق بين الصيادين

فرنسا تخطط لحظر صيد ثعبان السمك وتخشى تأثير ذلك على اقتصاد الموانئ: قلق بين الصيادين

في كلمات قليلة

أعلنت فرنسا عن خطط لحماية ثعبان السمك تشمل حظر الصيد الترفيهي وخطة لسحب سفن الصيد التجارية. أعرب الصيادون في منطقة بايي دو لا لوار عن قلقهم الشديد إزاء التأثير الاقتصادي لهذه الإجراءات، خاصة أنها اتخذت دون مشاورات مسبقة.


أعلنت وزارة الصيد والانتقال البيئي الفرنسية عن تحضيرها لخطوات جديدة تهدف لحماية الأسماك المهاجرة، وخاصة ثعبان السمك (الأنقليس). من بين الإجراءات المزمعة، فرض حظر على الصيد الترفيهي لثعبان السمك في الأنهار. هذا الحظر سيأتي استكمالاً للحظر القائم بالفعل على الصيد البحري منذ عام 2023.

بالإضافة إلى القيود المفروضة على الصيد الترفيهي، من المتوقع الانتهاء بحلول نهاية العام من خطة سحب طوعي لأسطول السفن المتخصصة في صيد ثعبان السمك وصغاره (المعروفة باسم "الأنقليس الزجاجي" أو civelle). هذا القرار، الذي تم الإعلان عنه الشهر الماضي، أثار بالفعل قلقاً كبيراً في منطقة بايي دو لا لوار (Pays de la Loire)، وهي الأهم في فرنسا من حيث كميات صغار ثعبان السمك التي يتم صيدها.

أعرب الصيادون المحترفون عن دهشتهم واستيائهم من هذا الإعلان الذي جاء دون أي مشاورات مسبقة مع القطاع. أشار رئيس اللجنة الإقليمية لمصائد الأسماك البحرية والمزارع البحرية في بايي دو لا لوار، جوزيه جونيو، إلى أن هذا النهج يتعارض مع روح خطط سحب الأسطول المماثلة.

وفقاً للأرقام التي قدمتها الوزارة، يؤثر صيد ثعبان السمك وصغاره على "أكثر من 500 قارب" في فرنسا، منها 373 على الساحل الأطلسي. في بايي دو لا لوار، يشمل ذلك 150 قارباً بحرياً و20 قارباً نهرياً. أكد جوزيه جونيو أن خطة سحب الأسطول، اعتماداً على مستوى جاذبيتها، يمكن أن يكون لها تأثير اجتماعي واقتصادي هائل على المنطقة، لدرجة أنها قد تضر باقتصاد الموانئ. يمثل صيد صغار ثعبان السمك وحده 27% من رقم أعمال القطاع الإقليمي، وتؤمن المنطقة أكثر من نصف الحصة الوطنية البالغة 65 طناً من هذه الأسماك، التي تحظى بطلب كبير في السوق السوداء الآسيوية.

أشارت وزارة الصيد إلى نيتها بدء مشاورات مع ممثلي القطاع لتحديد تفاصيل خطة سحب الأسطول الطوعي. سيتم تقديم الدعم للمحترفين، بما في ذلك دفع تعويضات سيتم تحديد تفاصيلها خلال المناقشات. من المتوقع أن تبدأ هذه المناقشات "بسرعة كبيرة"، وفقاً لمصدر مطلع.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 2007، تم تطبيق لائحة أوروبية تهدف إلى إعادة بناء مخزون ثعبان السمك، وتم تنفيذها في فرنسا عبر خطة إدارة ثعبان السمك. أما صغار ثعبان السمك، فقد تم تصنيفها منذ ما يقرب من 20 عاماً على أنها معرضة لخطر الانقراض بشكل حرج من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. ورغم أن بعض التقارير السابقة أشارت إلى انخفاض حاد في الأعداد، تؤكد لجنة بايي دو لا لوار أن خطط الإدارة المتتالية والحد من حملات الصيد بدأت تؤتي ثمارها وتساعد في استقرار أعداد هذه الأسماك المهددة بالانقراض أو زيادتها.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.