
في كلمات قليلة
أعلنت فرنسا عن إدخال امتحان كتابي إلزامي جديد في مادة الرياضيات لطلاب السنة الأولى من المرحلة الثانوية اعتباراً من ربيع 2026. يهدف هذا الإجراء إلى رفع مستوى الرياضيات في البلاد.
اعتباراً من ربيع عام 2026، سيواجه طلاب السنة الأولى من المرحلة الثانوية في فرنسا امتحاناً كتابياً إلزامياً جديداً في مادة الرياضيات. تم نشر النصوص الرسمية التي تؤسس لهذا الاختبار ضمن نظام البكالوريا (البكالوريا الفرنسية)، والذي سيبدأ احتسابه ضمن دورة عام 2027.
يهدف هذا الاختبار، الذي يعتبر بمثابة "اختبار مبكر" (épreuve anticipée)، إلى تعزيز مستوى الرياضيات بين طلاب المدارس الثانوية في فرنسا، وهو مستوى أثار قلقاً بناءً على النتائج الأخيرة للدراسات الدولية مثل دراسة PISA.
سيكون الامتحان الكتابي للرياضيات مدته ساعتان ومعامل تقييمه 2، وسيُطبق على طلاب السنة الأولى من المرحلة الثانوية (classe de première). في المقابل، سيتم تعديل معامل التقييم للاختبار الشفوي الكبير (Grand Oral) في السنة النهائية للمرحلة الثانوية (terminale): سيصبح 8 بدلاً من 10 للمسار العام، و12 بدلاً من 14 للمسار التكنولوجي.
سيغطي محتوى امتحان الرياضيات الجديد في السنة الأولى من المرحلة الثانوية برنامج مادة التخصص في الرياضيات للطلاب الذين اختاروا هذا المسار. أما بالنسبة للطلاب الذين لم يختاروا تخصص الرياضيات، فسيركز الامتحان على برنامج الرياضيات الخاص المدمج في مادة التعليم العلمي ضمن المسار العام.
يأتي هذا الإجراء كخطوة إضافية بعد أن تم استبعاد مادة الرياضيات من المنهج الأساسي الإلزامي في السنة الأولى من المرحلة الثانوية (المسار العام) في عام 2019، وهو قرار أثار قلقاً واسعاً في الأوساط التعليمية والأكاديمية والسياسية. ورداً على ذلك، تمت إعادة تقديم حصة إجبارية للرياضيات لمدة 1.5 ساعة أسبوعياً لطلاب السنة الأولى من المرحلة الثانوية (المسار العام) اعتباراً من سبتمبر 2023. كان وزير التعليم السابق غابرييل أتال قد اقترح إنشاء هذا الامتحان الجديد في الرياضيات في السنة الأولى على غرار الاختبار المبكر للغة الفرنسية الذي يتم إجراؤه في نفس السنة.
على الرغم من الموافقة الرسمية، واجه هذا الإصلاح بعض المعارضة. فقد صوت المجلس الأعلى للتعليم، وهو هيئة استشارية تضم نقابات وجمعيات أولياء الأمور، بأغلبية كبيرة ضد مشاريع المراسيم التي تنص على هذا الاختبار. واعتبر ممثلو بعض النقابات التعليمية البارزة أن هذا القرار مجرد "حل ترقيعي" لا يعالج المشاكل الأساسية التي يواجهها التعليم الثانوي الفرنسي، والتي تفاقمت بعد إصلاح عام 2019 الذي أقره الوزير السابق جان ميشيل بلانكير.